كَوَابِيسُ الوَاقِع
عَقَدَتِ الأَشْبَاحُ مَجَالِسَهَا
فِي قَصْرٍ مِنْ عَاجِ الغُيُومِ،
تَصَادَمَتْ أَصْوَاتُهَا كَرُعُودٍ مَحْبُوسَةٍ،
وَتَشَظَّتِ السَّمَاءُ
إِلَى نَدْبٍ وَصَرِيخٍ.
هَبَّتِ العَاصِفَةُ
مُتَوَّجَةً بِرُؤُوسِ النَّارِ،
فَأَمْطَرَتِ السَّماءُ دَمًا أَحْمَرَ،
يَسِيلُ فِي طُرُقَاتِ الضَّبَابِ
كَأَنَّهُ سَيْلٌ مَسْحُورٌ،
كُلُّ مَنْ يَلْمِسُهُ
يَتَحَوَّلُ إِلَى جِنٍّ يَتَنَفَّسُ جَمْرَ الخَفَاءِ.
وَأَنَا، أَسِيرُ فُضُولِي،
فَتَحْتُ نَافِذَةِ الغُرْفَةِ
لِأُصْغِي إِلَى صَوْتِ الرِّيحِ،
لِأَرَى المَطَرَ الأَحْمَرَ،
فَإِذَا بِاللَّهِيبِ يَتَشَكَّلُ
فِي هَيْئَةِ أَمْوَاجٍ تُحَاوِلُ الاقْتِحَامَ،
يَدْخُلُ مُتَلَبِّسًا بِظِلِّي،
يُرِيدُ أَنْ يَسْكُنَ فِي نَفَسِي.
أَسْرَعْتُ أُغْلِقُ النَّافِذَةَ
وَأَرْتَعِشُ كَأَنِّي أَحْتَضِنُ لَيْلًا مُحْتَدِمًا،
وَالقَلْبُ بَيْنَ صَدْرِي
يَتَشَقَّقُ رُعْبًا،
كَأَنَّهُ طَبْلٌ يُقْرَعُ
فِي مَوْكِبٍ لِلأَشْبَاحِ.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































