بقلم الشاعرة الأستاذة … حسناء
سيرين أيقونة الصّمود …
سيرين لا تتكلّم بلغة أقرانها
ولا تنطق عن هوى
لها لغة أخرى تنحني لها الأبجديّات
سيرين مهرة تونسيّة سمراء
تعتلي عباب الكلمات
من يوقف هدير الرّيح إذا هبّت العاصفة ؟
من بوسعه أن يغتال العروبة في صوتها الرّخيم
إذا اصطفّت خيولها وفرسانها
على ثغر عربيّة اللّسان فصيحه
قرطاجنيّة الرّوح بربريّة الطّعنات
من من بوسعه أن يغتالها الثّورة
على شفاه لبوة تونسيّة حرّة ؟
سيرين لا تحتاج سلاحا ولا متفجّرات
سيرين تشنّ غاراتها ولا تبالي
الكلمة الواحدة منها تعادل ملايين المسيّرات
يا بنت قرطاجة كيف احتفظت بكلّ التّاريخ المجيد
وكيف سحقت بين الشّفاه حضارة الإفك
لترفعي إلى العلى رايتنا قبل السّقوط الأخير؟
ذا هنبعل بين سيف اللّسان وقوس النّظرات
وذي صولاته وجولاته
وذي ممالك العهر السّياسي العربي تنهار
بين الصّرخة والصّرخة
وذي غزة تستعيد وجهها الجميل بعد الدّمار
بين الكرّة والكرّة
سيرين يا فخر الخضراء
ماذا عسانا نقول فيك يافتاة؟
كنت كلمة بهول جيش عرمرم
يدكّ الحصون، يقتحم الثّغور
ينشر الرّعب في صفوف الأعداء
سيرين يا أيقونة الصّمود
هل يا ترى ينصفك القلم ؟
وأنت الثّابتة بكل هدوء على مراكب الموت
تغتالين هزائمنا كلّها
تطلقين زغاريد نصرنا المؤجّل
من مدفعيّة الكلمات
بقلم الشاعرة الأستاذة … حسناء //تونس






































