طلاق بسبب مولود معاق
بقلمي/ سعيد الجدي الإدريسي
جلّ شانك
يا خالق النّعم
يا رازق البرايا
في الظّاهر و الباطن
يا جبار، يا ستار، يا منتقم
يامن تعطي الذّكور و الإناث
و يامن جعلته عقم
و يا من سويت الخلق
و جعلت منه السّويّ
و المعاق الأشمّ
سأروي حكاية زوجين
حبّهما فاق كلّ القمم
في السّنوات الأولى
كانا رمزي الوفاء و القيم
رزقهما الله ابنا معاقا
فتحوّل الحبّ إلى جحيم و ألم
دخلا في خانة من جدال عقم
السّبب فيك أنت يا صاحب الهمّ
بل، أنت، أيّتها الأمّ ملهمة الغمّ
طال هذا الصّخب طويلا
و اتّخذ مسارات كلّها غيظ و ندم
قرّر الزّوج، إذن، الهروب
و ذهب إلى غير رجعة فب اتّجاه منعدم
و ظلّت المرأة تعاني لوحدها قدرها
نعم، مع ابنها المعاق الشّهم
وصارت الزّوجة تسأل، ماذا جرى
ا إلى هذا الحدّ، انعدم الوصال و النّغم
إه، منك يا ذاك الرّجل
بانت طينتك المعفنة يا قزم
الابن، ابني و لن اتخلّى عنه ما حييت
و ليجرفك، أنت، يا أيّها الرّجل
نعم، الطّوفان إلى هاوية العدم
إنّك لم ترض بما قسمه لنا الحليم
صرت وراء الشّيطان قاهر الذّمم
أف وآه و عار، يا أيّها البغيض
إنّك مطرود من رحمة الله إلأرحم
و كذلك أمثالك، سينالون الرّجز
سيحصلون على أوسمة العار الأعمّ
إلى كلّ من يرعون المعاقين
لكم بشرى من الله و الرّسول
بحياة البرزخ و الآخرة، كلّها ساطعة
نعم، بخير عميم و أعمّ، أجمّ
لا تقنطوا من رحمة الله أرحم الرّاحمين
فموعدكم جنّات كلّها سعد منسجم
فالمعاق مخلوق خلقه الله
لمَ نلوم أنفسنا و نهرب من الله و النّعم
فبه، نحصل على تيجان من السّماء
و به، نسمو الدّرجات العلى
و نسقط كلّ عجرفة و صنم
جلّ شأنك
يا خالق النّعم
و يا رازق البشر
السّوي و المعاق المنعدم
واقعنا، مراراته تخنق النّفوس
و لكن المؤمن الحقّ يرتقي كلّ القمم
بتوكّله على الحيّ القيوم
صاحب الأرزاق وأنفس النّعم
إذا نظرنا إلى إحصائيات الطّلاق
نجد، أنّ الأمّهات يطلّقن لأتفه الأسباب
يرحل الأب وهو كظيم بسبب هذا الوهم
عيب و عار و وصمته تحفر الوجوه
إنّك بهذا يا رجل ذو وجه حقير و أغمّ
أعرف أشخاصا تزوّجوا و كان البكر معاقا
فتطلّقا و سار كلّ واحد إلى سبيله الأسقم
و تزوج الرّجل مرّة ثانية
و كان مولوده الأول معاقا و ندم
فاستسلم، إذن، إلى إرادة الواحد الدّيان
و قرّر الرّجوع إلى جادة الصّواب و سبح في بحر الاستسلام المستجمّ
قدّر الله و ماشاء فعل
هذا خلق الله، فيه السّوي و المختلّ و الأشرم
فلنحمد الله على ما وهب
و لا نتبع أهواءنا حتّى لا نسقط في خانات سود الذّمم.
Said Alajdi El Idrissi
Maroc






































