سجال بين صديقتين
مريم: العالم كله غارق في الصّمت، ولكن من أين هذا الضّجيج الّذي يزعجني؟
زينب: يأتي من داخلك دون توقف، ينبع من أفكارك، من أحاسيسك المتضاربة.
مريم: لماذا العالم موحش وكئيب؟ لماذا البشر لا يعرفون إلّا النّحيب؟ لماذا نحن بهذا التّعقيد؟
زينب: طبعًا، لأن كلًّا يفكّر في مصلحته، ولو تحتّم عليه الأمر أن يجرح غيره، فإنّ نفسه أولى ممّن حوله.
مريم: لماذا البشر لا يعرفون قيمة من حولهم حتّى يفقدوهم؟ لماذا هم بهذا الحمق؟ أجيبي.
زينب: لأنّ أنفسهم تطمع في أهوائهم، فيتجاهلون صوت أقربائهم دون تفكير أنّهم سيدفعون صحبتهم ثمنًا لخبثهم.
مريم: لماذا يتفنّن البعض في إظهار قلّة أدبهم ووضاعة خلقهم ومدى تفاهتهم وجهلهم؟ ألا يعرفون أنّهم محطً سخرية؟
زينب: لكي يجذبوا الأنظار من حولهم ويحصدوا الشًهرة، وخاصّة من أمثالهم في التّفكير.
مريم: عزيزتي زينوبة، أخبريني، هل من المنطق أن نعيش حياة تخالف المعقول؟ حياة لا نريدها ولم نرغب يومًا بها؟
زينب: طبعًا لا، لا يمكن للإنسان أن يعيش حياة لا ترضاها نفسه ولا يقبلها العقل ولا المنطق. لا بدّ أن يكون محاطًا بالواقع والحقيقة، لا بالتّزييف والخيال، أي بالمنطق الصحيح.
بقلم: مريم سلسبيل وزينب. ب






































