وَجْهُ الغِيابِ
حُلْوٌ أتيتَ… كأنَّك حلمٌ من نورٍ،
لكنْ خُطَاكَ رَمادٌ،
وَصوتُكَ جُرْحٌ يفيقُ معَ الفجرِ،
وَيَسْكُنُ في نَبضي بلا رُجوعٍ.
ظَنَنتُ هَواكَ نهرًا من ضوءٍ،
فإذا هو فيضُ شوكٍ،
إذا هو عَطشٌ طويلٌ،
إذا هو مرآةٌ تُريني وجهَ الفقدِ.
أهكذا يُكافَأُ العاشقُ؟
يَمُدُّ يَدَيْهِ ليمسكَ غيمةً،
فتنهمرُ عليه صخورُ الغيابِ؟
يهديكَ صمتهُ لينامَ على كَتفكَ،
فتتركهُ للرِّيحِ،
مُمزَّقًا بينَ أصداءِ المسافاتِ؟
كم مرّةً جَمَعْتُ مَلامحَكَ
كما يجمعُ طفلٌ حباتِ المطرِ،
وكم مرّةً أفلَتَتْ من كَفّي
كما يفلتُ الماءُ من راحتي العطشى.
أكنتَ قدَرًا مكتوبًا على جبيني،
أم كنتَ وَهْجًا كاذبًا
علَّمني كيف يُزهَرُ الألمُ؟
أم كنتَ وَهْمًا جميلاً
يعلّمني أن الغيابَ أجملُ أحيانًا
من حضورٍ بلا حبٍّ؟
خُذ عنّي بعضَ حزني،
فقد أثقلتْني الليالي،
وأرهَقَني الوَجْدُ،
والقلبُ ما عادَ يعرفُ إلا صورتكَ.
صوتي يُنادِيكَ،
فيختنقُ في صدرِ الليلِ،
وأغنيتي تَبقى نصفَ لحنٍ،
كأنها تنتظرُ عودتَكَ
لتكتملَ.
حُلْوٌ أتيت…
لكنْ متى تعودُ؟
أتركتني صدفةً في عَرَاءِ الفقدِ؟
أم أنّكَ اخترتَ أن أبقى
قصيدةً لا تُقرأُ،
وأغنيةً لا تُغنّى،
وعشقًا لا يكتملُ؟
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































