بقلم … مؤيد نجم حنون طانر
سرَادِقُ الغَيبِ …
تَصعَدُ أنفَاسي
كَنَايَاتٍ لِمَا لَمْ يُولَدْ،
تَرتَسِمُ عَلَى مِرْآةِ الفَجْرِ
مَسَافَاتٌ بِلَا طَرِيقٍ.
أَيُّ نَدَاءٍ ذَا
يَفُكُّ أَسْرَارَ الجُرْحِ؟
وَأَيُّ بُكَاءٍ
يَتَخَثَّرُ فِي مَدَارَاتٍ
لا يَعرِفُُهَا الزَّمَان؟
هُنَاكَ،
فِي زَوَايَا النِّسْيَانِ،
تُقِيمُ الحِكَايَةُ عُرُوشَهَا
دُونَ أَبْطَالٍ،
وَيُرفَعُ السِّتَارُ
عَنْ مَشَاهِدٍ يَسْكُنُهَا
غُبَارُ البَشَائِرِ.
كُلُّ ذِكرَى
مِصْيَدَةُ نُجُوم،
تَخْذِلُ خُطَاي
وَتُغْرِقُهَا فِي حَدَائِقَ صَامِتَةٍ،
حَيْثُ يُولَدُ الضَّوْءُ
كَشَاهِدٍ عَلَى ظِلٍّ
لَا يَنْدَثِرُ.
وَيَجِيءُ الحُكْمُ:
الفِرَاقُ مِرْآةُ اللِّقَاء،
وَالوَجَعُ صُورَةُ
حَقِيقَةٍ أَكْثَرَ دَوَامًا
مِنْ أَسَاطِيرِ النَّجَاةِ.
—
تَسِيرُ خُطُوطُ العُمْرِ
كَأَنَّهَا أَنْهَارٌ مَعْطُوبَة،
تَبْحَثُ فِي جَدْوَلِ الحَجَرِ
عَنْ صَدًى يَرُدُّ صَلاَتَهَا.
تُقَلِّبُنِي الرِّيحُ
كَوَرَقَةٍ أَفْلَتَتْ
مِنْ مَخَازِنِ الخَرِيفِ،
لَا تَعْرِفُ في أَيِّ غَابَةٍ
سَتَسْقُطُ.
وَفِي كُلِّ عَتَبَةٍ مُهْجُورَةٍ
يَنْبُتُ صَمْتٌ جَدِيد،
كَأَنَّهُ يَخُطُّ عَلَى الأَرضِ
خَرِيطَةَ فَقْدٍ
لَا تُقْرَأُ إِلَّا بِعُيُونِ الظِّلِّ.
—
أُصَادِقُ لَيْلًا
يُخْفِي وَجْهَهُ فِي أَقْنِعَةٍ،
وَأَسْأَلُهُ:
مَتَى يَتَفَتَّحُ النُّورُ؟
فَيَضْحَكُ مِنِّي،
كَأَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّ كُلَّ وُعُودِ الشُّرُوقِ
تَبْدَأُ بِخُدْعَةٍ.
هُنَاكَ،
حَيْثُ يَسْكُنُ المَجَازُ،
أَجِدُ وُجُوهًا
لَا تَزَالُ تَتَكَرَّرُ
فِي مَسْرَحِ الغِيَاب.
بقلم … مؤيد نجم حنون طانر
العراق






































