سيِّــد الكلمــــات
نمَّق العبارات، أحسن اختيار الكلمات، تراقصت على شفاهه أعذب الأشعار، طوَّع القلم ورسم بديع الأقاصيص والحكايات.
يجلُّه الكبير والصَّغير، ذو هيبة ووقار، اعتلى عرش البيان فلا تستطيع اختراقه الكلمات.
أشار لتلك البهيَّة، المتكبّرة فأومأت؛ احترامًا وإجلالًا، اعتلى عرش قلبها، سحر عقلها بحلاوة العبارات، وعظيم الهالة حوله.
ظنَّ أنَّه امتلك؛ زهد، تدلّل، تكبَّر.
أفاقت من وهم عاشت فيه قليلًا؛ فأدركت أنَّ سيِّد الكلمات لا يحمل الورد، لا يسكن العشَّ، لا يُصلح ما أفسده الآخرون، ولا تأمن بصحبته النِّساء؛ فهو لا يحمل لهنَّ سوى كلمات منمّقة بالخداع.
ياسيِّد الكلمات قد علمت أنَّك لا تصلح إلا لنظم الكلمات، طاووس لا يُعاشر، إفكٌ قد زيّنته العبارات، كتاب فارغ المحتوى؛ غلاف صارخ الإبداع، قصّة نهايتها حزينة؛ غير مترابطة الأحداث، ركيكة التَّعابير، نابية الألفاظ.
يا سيِّد الكلمات أفِقْ فلم تعد نساؤك هنا؛ قد رحلن وأنت غارق بين الشِّعر والرِّوايات، لم يبق منهنَّ سوى صدى الأنَّات تسمعها بين الحين والآخر؛ ينعمن بحياتهنَّ، وقد تركن لك الإبداع بنظم الكلمات.
الكاتبة الصَّحفية/ دعاء محمود
مصر
دعاءقلب






































