《 أحبُّ القصیدَ…أحبُّ الوطنْ 》
《 1》
《أحبُّ القصيد》
(أحِبُّ القَصیدَ کَما لا یُحِبُّ القَصیدَ أحَدْ)
أحِبُّهُ جدّا.. وأشْتاقُ جدًّا
بِدُون قُیُودٍ.. ودُون حُدُودٍ..
ودُون سُدُودٍ..ودُون عددْ
یَنَامُ ویصحُو بمهْد وِدَادي
ویَرتَاحُ فوْقَ خُطُوطِ وِسَادي
وفِي لَحظةٍ مِنْ دَلالٍ وصَدٍّ
یُشاکِسُني..یَستَبِیحُ سُهادِي
ویَهْرَبُ مِنّي
لِیَخْتَالَ فَوقَ الرُّبَی والنِّجَادِ
و یَرکُضُ عبْرَ السُّهولِ وعَبْرَ الوِهَادِ
فأحزَنُ جِدًّا…وأشْتاقُ جِدًّا
فيَنْدَمُ جِدًّا…ویُشْفِقُ جدًّا
ويَرجِعُ مثْلَ رَضيعٍ لِحضْني
ویَسْکُنُ جَفْني
أسْقِي صَداهُ بزَخَّاتِ مُزْني
أدَثِّرُهُ بغِلالاتِ عِشْقي ودِفْءِ بَرِيقي
وأُرْضِعُهُ مِن ثُدِيِ عُرُوقِي
وأزْرَعُهُ في خَلایا الکَبِدْ
أحِبُّ القَصيدَ وأعشَقُ حَرفي
وتَخْتالُ فِي فَيْءِ أنغامِهِ الزُّهْرِ أذْني
ويَسْرَحُ في مَرجِ نُورِهِ طَرْفِي
أرَاهُ جُمانًا بِكَفّي
عَبيرًا ونُورًا..وحَرْفًا بألْفِ
وأُفْقَ مَدًى أزَليَّ الهَوَی..
سَرْمَديَّ المَدَدْ ☆
أُعَلّقُهُ فوْقَ شُرْفةِ عُمْري
تَعاویذَ سِحرِ
أضَامِیمَ زهْرِ
فَیَعبقُ فُلًّا واؔسًا بِصَدري
ويُشْرقُ عِقْدَ نُضَارٍ بِنَحرِي
وأجْعلُ مِنْهُ نُجُومي و بَدري
مَسَارجَ نُورٍ تُضِيءُ البَلدْ
(أحِبُّ القصيدَ كَما لَم يُحِبَّ القَصيدَ أحَدْ )
أحِبُّهُ جِدًّا وأشْتاقُ جدًّا
ولوْلا المَلامِ
لکَان خَدِینِي..شِعارِي ودِینِي
وکَانَ الوَلدْ
《2》
《أُحبُّ الوَطَن 》
أحِبُّ القَصيدَ…ولكنْ…
بعِشْقِ الشِّغافِ..وبوْحِ القَوافِي
وعَذْبِ اللُّحُونِ ودَمْعِ الشُّجُونِ
وسِحرِ الجُنُونِ
أحِبُّ الوَطنْ
أقُولُ وأصدَحُ مِلْءَ غَرامِي…
ودُون ملامِ
ورغْم الغبَنْ
ورغْم فُلُولِ الظّلامِ…وجَوْرِ السَّقامِ
وقهْر الإحَنْ:
“سأهْرقُ قَلْبي علَى طُرُقاتكَ يا وَطنِي
تَباريحَ شَوقٍ..وأنْغامَ عِشْقٍ..
ونبْضَ شِغافٍ..وفیْضَ سُلافٍ…
وأشْذَاءَ دَنِّ
“وأنْثُرُ عشْقي..على شُرُفاتكَ يا وطني
أهازيجَ أمْنٍ…ونُوّارَ غُصنٍ
وطيْرَ حمامٍ..ونفْحَ سَلامٍ
وشهْدًا..وسَلوَى..ومَنْ
“وأمْشقُ شِعْري على عَتَبَاتكَ يا وَطني
حُرُوفًا سُيُوفًا
مَشاعِلَ نارٍ ..ولَهْبَ شَرارٍ
وبارُودَ حربٍ…ومُزْنةَ خِصبٍ
يُفَجِّرُ عَرشَ الظّلامِ..و يَجْرِفُ عُشّ الدَّرَنْ”
لِمَنْ أنا فِي رَفّةِ الكَلماتِ …لمَنْ؟
لِمَنْ فَوحُ عِطري…لمَنْ طیبُ شِعري وشَعري
لِمَنْ خَافقاتُ خَيالي؟
وثمْرٌ بِجُودِ السِّلالِ؟..وشهدؑ بِكَرْمِ الدَّوالي؟
ِلِمَنْ صبْوةُ الحرْفِ عند الأصيلِ؟
وفي غَسَقِ اللّيلِ..عنْدَ الأفُولِ؟
وفي شَهْقةِ الفجرِ حينَ انْفلاقِ الضّیاءِ
وحینَ اكْتمالِ الزَّمنْ؟☆
لِمنْ؟…إِذا لمْ تكنْ للوَطنْ
فلا شِعرَ ينْمُو..ولا عِشْقَ يسْمُو
بدُونِ الوَطن☆
بدُونِ تُرابٍ نُمرِّغُ فيهِ جَبِينَ الوَلاءِ
ونزْرَعُ فيه بذُورَ العَطاءِ
ورغْمَ الجُفاءِ..وجوْرِ الوَباءِ
ورغْمَ الحِمامِ..ورغْمَ خَفافيشِ كَهْفِ الظّلامِ
سَيَهْفُو القَصيدُ سِلَالًا…سِلَالًا
تُنضِّدُ عَشْتارُ فيهَا غِلالًا
وزهْرًا..و عطْرا.. ونُورًا…
هِلالًا و نَجْمةَ عِزٍّ و سَعْدِ
وأعلامَ نَصرٍ…وأقْداحَ دَرٍّ..وألوانَ وردِ
فنَحيَا ونَحیَا..ويَحْيا الوَطَنْ
أحِبُّ القَصيدَ..أحِبُّ الوطنْ
فنَحنُ القَصِیدُ..ونحنُ الوَطنْ
《سعيدة باش طبجي…تونس 》
جويلية 2021
اقتباس من قولة الشاعر الصغير اولاد احمد:(احب البلاد كما لا يحب البلاد أحد..)






































