رائز( بهيّة) النّفسي: رائز في الإرشاد النّفسي والصّحّة النّفسيّة….
بقلم الدكتورة بهية الطشم.
إنّ الوعي هو واجهة للاوعيِ أو أنّ الدّوافع الواعية ليست سوى واجهة تخبّىء الدّوافع اللاواعية هي العبارة الذّهبيّة للفيلسوف شوبنهاور الّتي آثرنا البدء بها في مقاربة فلسفة الإرشاد النّفسي وقياس مستوى الصّحّة النّفسيّة للافراد والمجتمع…
ذلك أنّ الصّحّة النّفسيّة تساعد في ضبط السّلوكيّات وتوجيهها وتقويمها بهدف تحقيق أفضل مستوى ممكن من التّوافق النّفسي والصّحّة النّفسيّة السّويّة.
ذلك لأنّ الحياة النّفسيّة تقوم على الوعي واللاوعي؛ ويعود لرائد التّحليل النّفسي فرويد الفضل في اكتشاف اللاوعي….والتّركيز على دوره الفعّال في الحياة النّفسيّة.
وفي هذا السّياق نستذكر عبارة وليم جيمس: ” أنّ اللاوعي هو أهمّ اكتشاف حصل في القرن التّاسع عشر.”
وغالباً ما تقع ميولنا الحقيقيّة خارج وعينا وتكون فينا ولكنّها خافية عنّا في الآن عينه…
مع الاشارة الى أنّ الرّوائز هي الّتي اكتشفها المحلّلون النّفسيّون هي طرائق ناجحة في اكتشاف اللاوعي…ومنها روائز الإسقاط projection
واشهرها رائز رورشاخ ؛حيث يُدعى الممتحَن الى تعيين الأشكال الّتي يراها في أطراف بقعة حبر على ورقة وبتفسيره لهذه الأشكال يكون قد تكلّم عن نفسه بالفعل…وليس على هذه الأشكال غير المحدّدة…دون أن يدري …
بمعنى أنّه قام بإسقاطprojection اللاوعي….
من خلال أدوات قياس التّحليل النّفسي وعبّر بطريقة التّداعي الحُرّ عن افكار العقل الباطن….
وتتعدّد في هذا الاطار روائز التّحليل النّفسي ، والّتي تقوم بجوهرها على تأويل مجموعة من الصّور وقراءة تحليليّة في اللوحات والرّسوم من خلال روائز مورغان ؛ ولا ننسى روائز البناء والالعاب للصغار واختبارات مورينو….
وفي الاطار عينه…..نلقي فيما يلي الضّوء السّاطع على اختبار أو رائز نفسي في اكتشاف العمليّات النّفسيًة وهو جديد من نوعه
؛ ولكن يصبّ في عنوانه الأساسي على إماطة اللثام عن ديناميّة اللاوعي في الشّخصيّة الانسانيّة المُمتحَنة وكشف النّقاب عن معالم الشّخصيّة بنقاط قوّتها وضعفها…..
يرتكز اختبار بهية النّفسيّة ( نسبة الى الباحثة والمحلّلة النّفسيّة والأستاذة الجامعة في قسمي علم النّفس والفلسفة) بهيّة الطشم
على :
أوّلاً ً الولوج في تحليل شكل توقيع وإمضاء الاسم للشخصيّة الممتحنَة.
ثانياً: الطّلب بشكل فجائي من الشّخصيّة قيد التّحليل رسم أيّ شكل أو أي رسم تعبيري وبشكل عفوي ثم القيام بتحليل الأبعاد السّيكولوجية المنطوية في الخطوط والأشكال.
ثالثاً: التّركيز على كلمات الرّبط والكلمات الأكثر استخداماً في حوار المحلّلة النّفسيّة مع الشّخصيّة الّتي تمتحنها …
رابعاً :التّركيز على حركة العيون واليدين…فلكلّ حركة جسديّة معنى نفسيّ للممتحِن في إطار قراءة وميضة للغة الجسد…
خامساً تفعيل المحلّلة النّفسيّة لسرعة البديهة عندها amygdala
من خلال التّركيز… والرّبط على السّلوكيات المتكرّرة للشخصيّة في المواقف المختلفة ووضع السّلوكيّات المتكرّرة والمتواترة للشخصيّة المعيّنة في مختبر تحليلها.
يُضاف الى ذلك…الكثير من التّفاصيل الشّاسعة الّتي تُعنى برصد الحالات النّفسيّة المتباينة لمختلف انواع الشّخصيّات…
ويبقى القول أنّ أهمّ معنى وجودي لشخصيّة الانسان هو كونها وظيفة يعي بها الفرد ذاته …وعياً مكتملاً وليس منقولا…
كما أنّ اكتمال مستوى الوعي في أثلام الدّماغ مع إغراء وتفعيل اللاوعي يميّزان الشّخصيّة السّويّة ،المتوازنة والمنسجمة مع ذاتها ومع المجتمع…






































