مع أنّي
أعرفُ قَدرَ نفسي جيّداً
راوغني القلب بلعبة مختلفة
غلبني واتّبعتُ غوايتَه
صرتُ ألتقط فُتات حلُم كلَّ يوم
أرفرف لشمسه
لا ألتفتُ لأيّةِ غيمة سوداء
أو لأيِّ رعدٍ قد يقصم ظهري،
اعتمدتُ الكفاف فيك
وتدثّرتُ بنسيج الحُب
وضعتُني في تلك المتاهةِ
اقحوانةً في ركنٍ مهجور
لا ماءَ ولا نور،
أعترفُ أنّي شجرةٌ معطوبة
لا ثمارَ فيها
لكنّها دائمةُ الاخضرار
تسكنُها جوقةُ عصافير تؤنسني
لا نجومَ ولا أوسمة لدي
كي أقلِّدَكَ بها
وأنتَ تسعى السّطوع
ألهذا امتنعتَ عنّي؟!
لا أظنُّه فرقَ توقيتٍ
أو تصادمَ ذكريات،
أعودُ بأدراج الحقيقة
كيف بدأتْ حبكتَها
كيف ارتفع بعدها مؤشّر الحبّ
ثمّ مال إلى الهاوية،
أرعدتَ سمائي
بقرار فصلٍ مؤبّد
كسرتَني لتجبرَ كسرَ نفسك
لترتّقَ جراحَك القديمة
وتمسحَ ندوبك بعطر الفراق،
تركتني نصفين:
نصفٌ يلتهمه العدم
ونصفٌ يلملم ذاته المكسورة
يخبّىء أحلامه إلى أجلٍ غير مسمى،
لستَ المذنبَ الأوّل،
إنّه طالعي السّيّء
الّذي يخطف منّي الفرح
ويجدُ مبرراته
أنّي هِنتُ من قَدرِ نفسي .
فاطمة حرسان







































Discussion about this post