(غزّة و الطّوفان)
حرب شعواء دمّرت الأرض والمباني ، دمّرت الكنائس و المساجد ، دمّرت المدارس والمشافي ، قصف بالطّائرات والمدفعيّة ، دمرّ المكان و البشريّة ، شرّد الأهالي من الشّمال إلى الجنوب بكلّ عفويّة ، قتل الأمّ والأب والأخت الصّبيّة ،،، في ظلّ هذه الإبادة الجماعيّة كانت قصّة طفل لا زال في (الكوفالية) أي أنّه طفل رضيع يبكي وسط الدّمار ، وجده أبو بشار ، أخذه بين يديه واعتبره ولدا مع أولاده ، إلى أن تهدأ الحرب ليسأل عن أهله ، وتمرّ الأيام والأشهر والطّفل مع أبو بشار وأسرته ، طفل مجهول الهويّة بسبب الحرب الدّمويًة ، ثمانية عشر شهرا متواصلة والحرب والقصف والتّدمير ، آلاف الشّهداء تحت الرّكام ومئات الأطفال المشرّدين في مراكز الإيواء ، ثلّة من الجثث في الشّوارع تنهشها الكلاب ! أين العالم والعربان ؟ لِمَ الغياب ؟
اليوم وبعد أن هدأت الحرب يعود أبو بشار بالطّفل الّذي كان في اللفة وأصبح اليوم طفلا يمشي ولا يعرف له أمّ ولا أب ! احتار أبو بشار إلى أين يأخذ الطّفل ، هل أهله استشهدوا أم لا زالوا يتألّمون ويبحثون عن رضيعهم بين ركام تلك المدرسة مركز الإيواء الّذي قصف ، طفل وأطفال كثر فقدوا أهاليهم و ذويهم ، ما مصيرهم الآن ؟؟
طفلة أخرى رأيتها تبكي أمام المشفى تصرخ وتقول هذه أمّي عرفتها من شعرها ، و طفل آخر يحمل كيسا بيده و يقول هذه أشلاء أخي مزّقته صواريخ العدو ، طفل في العاشرة من عمره يلملم أشلاء أخيه بدل أن تكون بين يديه ألعابٌ أو كتاب !!
قصص و روايات يشيب لها الرًأس و تدمع العيون ، ولكنّه شعب الجبّارين إنّه شعب فلسطين ، القابض على الجمر منذ سبعة وسبعين عاما ، ولن يرحل أو يستكين إلى أن يعود إلى أرضه في اللد وصفد والقدس وجنين .
بقلمي سامية البابا
فلسطين 🇵🇸







































Discussion about this post