كذبة نيسان
بقلم يمار سليمان
نيسان…
جميل هو الحب يأخذنا إلى حيث لا ندري، لم يقصد أحدا منا الوقوع به يأتي مغافلا يسرق أيامنا ويصنع الأفراح..يأخذ جميع الأوقات ليستحوذ على الماضي والحاضر والمستقبل.
جميلة هي تلك البدايات وجميل هو الاهتمام.
عندما قررت أن أكتب هذه القصة وجدت في تفاصيلها كم هائل من المشاعر والصدمات..
اليوم سأكتب لك وعنك، عن لعبة حبنا وكيف أصبحت حقيقة.
من أنت؟ أتساءل حتى اليوم
ولم أجد الجواب بعد..
بعدما قررت أن أغلق أبواب القلب ، وفي منتصف النسيان أتيت لتبدأ هذه القصة من لعبتي…تلك اللعبة لم أتوقع يوما أن تكون السبب في حب جديد، كانت تملأ أوقات فراغي حتى جئتي لتأخذي مكانها، أصبحت شريكتي حتى في تلك اللعبة..ولكن غرور النساء حل بك وأخذتي تكابري دون محادثتي إلى يوم أحرق فيه المرض جسدي، أذكر رسالتك حينها..كانت الأولى..
جئتي لتسألي عن حالي بعدما أخبرتك بمرضي..
لازلت أذكر جيدا كيف استطعتي إقناعي بالذهاب إلى الطبيب عندما سمعتي صوتي المنهك.
حدثتك مرارا عن مشاكل عملي لم تفعلي شيئا سوى الانصات..ليتك تدري كم كنت بحاجة لشخص أشكو له أوجاعي دون أن ينطق بكلمة لم أحتاج إلى النصيحة يومها بقدر حاجتي لإنسانة مثلك..
بعد إصرارك ذهبت إلى الطبيب فأكد لي أن سبب مرضي هو ضغط العمل ليس أكثر..
بدأت مشاعرنا تضيء..بدأ اهتمامنا وتلميحات الحب، تحدثنا بكل شيء إلا تلك الكلمة لم نقلها..تفاصيل العاشقين كلها عشناها..كان أجمل مافي قصة حبنا هو تلميح البدايات وتفاصيلها.
وبعد قرابة الشهر ونصف من معرفتي بك لم يلفتني سوى تلك اللهجة التي أعادتني عشرات السنين إلى الوراء..وجدت بك وطني الذي فقدته…حبيبتي التي خسرتها..وكل الملاجئ..تشاركنا أبسط التفاصيل…اخترت لها ماكان يناسب جسدها وتحدثنا بحب…
أذكرك كلمتك “يا ولدي”وقصة أحلام..أذكر كيف كنت تقتطعين منها الكلمات..وعن ذلك العناق ألست أنت من تمنى أن يعانقني يوما..أتذكرين يا صغيرتي يوم قلت لي أشتهي عناقك فتعال..أتذكرين عندما قلت لك تخيلي أني بجانبك وكل ماحدث في تلك الليلة…
هل تذكرتي خوفك من الله يومها وأنك العفيفة النقية..
ألم يعد يغريكي حضني، الورد ، والشوكولا…؟وعن بعدي أمازلت تتحدثين عن المسافات وكم هي موجعة فكرة البعد عمن نحب؟؟
أخبرتك ببعض القصص التي أخفيتها كعمري الحقيقي وقصة حياتي التي لم استطع ان اتحدث بتفاصيلها امام الاصدقاء ولكن لم يلفتك الأمر دهشت لردة فعلك لكن تابعت…أزعجك لقائي بابنتي..كنت تكابري لتخفي غيرتك ولكنك فشلتي.
أتذكرين يا مدللتي يوم طلبت منك أن تروي لي حكاية لأغفو ،يومها قلت لي أن الحكايات لعبتي…”قصصتي لي قصة امرأة حلمت بالمال فسخر زوجها من حلمها فقررت أن تروي قصتها لأحد تجار المنطقة التي رأتها في المنام ليأتي جوابه ساخرا أيضا وبعد إصرارها وجدت تلك الكنوز على عتبة بيتها تحت شجرة قريبة لتبني كنيسة تحمل اسمها..”
لم تكن تدري ما المغزى وأين العبرة من قصة كهذه لكنها روتها لأنام.
لم أقم يوما بافتعال المشاكل إلى أن أتيت أصبحت أسهر لساعات طويلة ولم أعد قادرا على متابعة أعمالي…قررت أن أترك كل مابنيته خلفي وانتقلت إلى مكان آخر لأبدأ من جديد مما جعلني أكتئب فما عدت تشعرين بالأمان معي..لم أعد قادرا على إعطائك الحب ذاته وبالطريقة ذاتها…ولكن كيف لك أن تكوني فقط في الأفراح؟ والأحزان من سيتقاسمها معي؟ هل ستتركيني في المنتصف هنا عاجز؟ ألست أنت من كنت تتحدثين عن مشاعر الناس..؟
أين ذهبت فتاتي التي ظهرت على كفي..أين هي التي كانت تحلم بأنها دائما بجانبي…وأولادنا الذين لن يأتوا…قولي لي كيف أنسى أيام حرب غزة وخوفي عليك..كم بحثت عن طرق لتصلني أخبارك يومها…
خبأت لك أزهارا مجففة اقتطفتها ببدي لأهديكي إياها.
فجأة أصبت بحساسية مفرطة بحقت عمن أسباب مقنعة..حقيقية..لم أجد جديد سوى شيء بداخلي يخبرني أنك كذبة…
قررت أن تأخذي نقاهة من علاقتنا، أفعلا كانت متعبة إلى ذلك الحد؟
وبعد انقطاع تجاوز الأسبوعين عدت حاملة أقوال كاذبة تشبهك كقولك أنك نذرتي نفسك لخدمة والدتك فقط…لأجدك تملأين وقت فراغك معي..وعندما شعرت بأنني بدأت أبحث عن الحقيقة وقد حان موعد الخيبات قررت أن تنسحبي!! ترى هل ستنبحثين عن رجل آخر؟وكم ضحية أوقعت في سبيل حبك؟
أين المفاجأة؟
وماهي الحقيقة؟
سيتسأل الجميع، نعم إنها صدمة كبيرة..لن يتوقع أحد ما الذي حصل…تلك التي أحببتها كانت كذبة.
بعدما عبثت بمشاعري ،جعلتني أقع في غرامك…وبعد معاناة طويلة من البخث والتفكير وجدتها متزوجة منذ إثناعشر عاما ولديها طفلان ،
بحثت عن طريقة لأنتقم فوجدت في بلدك تلك أناس قادرين على قلب حياتك إلى جحيم ، لكني لم أستطع حتى اللحظة أن أن أخدش قلبك لأني لست من ذلك النوع ..لم تكن تلك الأشهر التي كذبت بها علي قل يلة..خسائري لن تعوض أما عن كذبتك فلا أدري كيف ستدفعين الثمن وبأي طريقة..ترى كيف ستكون النهاية..!
فإني كنت غارق في الأحلام والأوهام وأخطط لمستقبلنا يا نيسان…لأكتشف أنك اسم على مسمى وتشبهين كذبة الأول من نيسانا
Discussion about this post