الذكرى الذكرى الـ 65 للتفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية 13 فيفري 1960- 2025:
#ارتكبت فرنسا أبشع المجازر الدمویة والمحارق الجماعیة لقمع الثورة التحريرية، واستعملت مختلف الطُّرُق والوسائل في تعذیب الشعب الجزائري، ولكن الأفظع من ذلك هو استغلال البحث العلمي في تعذيب الجزائريين باستخدامهم لتجاربها النووية على الهواء الطلق في منطقة رقان حيث قامت بتفجير عدة قنابل نووية متعددة الأنواع هذه السلسلة من التفجيرات تابعة لبرنامج كبير للتجارب النووية الفرنسية التي بداته في الصحراء الجزائرية و اكملته في مستعمراتها في المحيط الهادي.من أجل الانخراط في النادي النووي العالمي، واللحاق بالولایات المتحدة الأمریكیة والإتحاد السوفیاتي بداية من فيفري سنة 1956، وقد بدأت منذ سنة 1957 بالبحث عن مكان لإجراء التجارب النووية، فوقع الاختيار على الصحراء الجزائرية لتوفرها على الشروط المناخية المطلوبة لإجراء التجارب، حيث ترأس الجنرال Charles Alleret في 10 جانفي 1957 بعثة استطلاعية للصحراء الجزائرية، وأكد تقريره التقني أن تانزروفت هي المنطقة الوحيدة التي تصلح لإنشاء ميدان للتجارب النووية.
1- مواقع التفجيرات النووية:
لقد كان هنالك موقعين للتفجيرات النووية الفرنسية، الأول في المركز الصحراوي للتفجيرات العسكرية (حمودية، رﭬان، توات) على بعد 150 كلم جنوب أدرار و700 كلم جنوب بشار، والثاني في مركز الواحات للتفجيرات النووية يقع بجانب إين يكر بحوالي 100 كلم شمال تمنراست.
2- أنواع التفجيرات:
• التفجيرات السطحية:
فجّرت فرنسا أول قنبلة نووية تحت اسم “اليربوع الأزرق” يوم 13 فيفري1960 على الساعة السابعة و04 دقائق بلغت قوتها مابين 60 و70 كيلو طن تي أن تي وقد استخدم سكان المنطقة في هذا التفجير من خلال تعريضهم مباشرة للإسقاطات الإشعاعية، إذ قام العسكر الفرنسي المكلف بهذا التفجير بتعليق لوحات تحمل أرقاما على سكان المناطق القريبة والتي تبعد على مسافة 60 كلم من نقطة الانفجار ووزعتهم على مسافات مختلفة من أجل معرفة أثار الإشعاع النووي على تلك المسافات.
على بعد 12 كلم من منطقة الصفر لليربوع الأزرق فجرت فرنسا ثاني قنبلة نووية لها بالصحراء الجزائرية يوم 01 أفريل 1960 تحت اسم “اليربوع الأبيض”، وعلى بعد 06 كلم من منطقة الصفر لليربوع الأزرق فجرت فرنسا ثالث قنبلة نووية يوم 27 ديسمبر 1960 مطلقة عليها اسم “اليربوع الأحمر”، وعلى بعد 02 كلم من منطقة الصفر لليربوع الأزرق قامت فرنسا بتفجير أخر قنبلة نووية جوية يوم 25 أفريل 1961 أطلق عليها اسم “اليربوع الأخضر”.
• التفجيرات الباطنية:
تحت تأثير الضغوطات الدولية وضغوط بعض الدول الإفریقیة تخلت فرنسا عن التفجيرات السطحیة و استبدلتها بالتفجيرات الباطنیة، حيث تم إنشاء مركز الواحات للتفجيرات العسكرية بإين يكر بقرار عسكري مؤرخ في 12 جويلية 1960، وقد سميت التفجيرات الباطنية بتفجيرات “تاوريرت تان أفلا” نسبة إلى اسم الجبل الغرانيتي الذي حفرت فيه الأنفاق لإجراء التفجيرات النووية، ففي السداسي الأول من سنة1961 تم انجاز النفق E1 و E2 من الناحیة الشرقیة للجبل، وتم تفجیر القنبلة الباطنیة الأولى المسماة “آغات” ذات قدرة تفجیریة 20 كطن في النفق E1 بتاریخ 7 نوفمبر 1961، وتم إكمال حفر الأنفاق حتى وصلت إلى 08 أنفاق مابين 1961- 1962 أجریت فيها ثلاثة عشر تفجيرا باطنیا بمختلف الأعماق والطاقات التي قدرت بـ 500 كيلو طن من المتفجرات، وإضافة إلى التفجيرات الرسمية سالفة الذكر قامت فرنسا بتجارب أخرى في نفس الفترة والتي لم تعترف بها تسببت هي الأخرى في انتشار مواد إشعاعية.
3- آثار التجارب النووية:
اُستعمل الجزائريين وحتى الفرنسيين في التفجيرات إذ تم ربطهم في أعمدة تبعد بحوالي 1 كلم من منطقة الانفجار لهدف علمي بنظرهم ما أدى إلى وفاة العديد منهم، وفي شهادة أحد الجنود الفرنسيين وهو “جاستون موريسو” أحد ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية يصرح باستخدام أكثر من 18 شخص خلال انفجار أول قنبلة نووية “اليربوع الأزرق”، وفي انفجار “اليربوع الأبيض” كانت الخسائر أكبر والتلوث أكثر، وقد اتهمت فرنسا باستخدام الجثث في التجارب لاختبار تأثير التفجيرات عليها وأن الضحايا الذين خضعوا لهذه التجربة كانوا من المجاهدين الأسرى ومختلف المواطنين الجزائريين، حيث تم تعليقهم على أعمدة في محيط التجربة لدراسة سلوك الإنسان خلال انفجار نووي، هذا ما أدى لظهور أمراض نادرة مثل سرطان الجلد والفم والجهاز الهضمي والرئتين وأمراض العيون، إضافة إلى انتشار ظاهرة وفيات الأطفال عند الولادة وظهور تشوهات خلقية، انتشار ظاهرة الإجهاض وانخفاض معدل الولادات، وظهور العقم وضمور الأعضاء التناسلية، وإمكانية انتقال الأمراض إلى الأولاد وراثيا، كما تم تسجيل حالات واسعة من مرض ارتفاع السكري خاصة لدى الفئات العمرية ما فوق 50 سنة، وارتفاع معدلات الدهون ممثلة بالكولسترول وانتشار حالات فقر الدم والتحلل الدموي وهشاشة الخلايا والقصور المناعي وهذا نتيجة التعرض الإشعاعي.
أما الانعكاسات على البيئة فقد كانت هي الأخرى وخيمة جدا حيث قضت على الخيرات الطبيعية المتنوعة التي كانت تتميز بها رقان، وانخفضت الثروة الحيوانية واختفاء عدد من السلالات الحيوانية والطيور والزواحف التي تكيفت ألاف السنين مع البيئة الصحراوية.
عمر بن زيان
Discussion about this post