….
للحبِّ بُشرَى مثلَ طعْمِ النَّهْرِ في روحي، كأنّي زوْرقٌ ينسابُ هيْماناً على قمَرَيْن؛ علَّمَني التَّأمُّلُ في الرُّموشِ أذوبُ في العينينِ، في الوتَريْن؛ تُسكِرُني الشِّفاهُ، أتوهُ في عنُقٍ يُدلِّلـهُ البنفسجُ، يرتديني اللَّيلُ سرْباً يستردُّ الدِّفءَ من خصْرٍ توضَّأ بالتَّفاصيلِ المثيرةِ، بالأظافرِ حينما تمْحو السّكونَ، بطيشِها المدفونِ تحت الضّلعِ؛ كلُّ حكايةٍ وشْمٌ على قلبيْنِ، كلُّ جديلةٍ سفَرٌ إلى اللاَّوَعْي في اللَّيلِ المُملَّحِ، في انعتاقِ الآهِ من خيطِ القميصِ، تجيءُ من أقصَى البياضِ لتكسرَ المألوفَ في ضجرِ الحياة، أمرُّ بالأشياءِ من بابِ الكنايةِ، حيثما أمشي يَلوحُ النُّورُ في المَعنَى الشَّهيِّ، تسيلُ؛ في فمِها استدارَ النُّسغُ، أوْلمَ للمساءِ وشايةَ الهذيانِ، يصْهَلُ ما تقاطرَ من قفيرِ النَّحْلِ، يغزلُهُ الهيامُ.
قلبي تسلَّقَ حُزنَها المَخفيَّ في خطِّ الشِّفاهِ، مدينةٌ بالهاربينَ يضجُّ ليلَكُها؛ وثمّةَ طائرانِ يُلخِّصانِ مرارةَ العطشِ الطَّويلِ، دفَنْتُ عمْري تحتَ جنْحِهما، مَحوْتُ لظاهُما المخْمورَ بالولَهِ المعتَّقِ، ثم مسحوراً هناك شرِبْتُ همسَ اللَّيلِ، كي أرِثَ اشتياقَ الماءِ للمطعونِ في صحْراءِ غربتِهِ وقد شحَّ الغَمامُ.
الفجرُ يخطِفُني من الإيقاعِ في لَيلِ المُوشَّحِ، أنحني كمُتيَّمٍ نسِيَ الزَّمانَ بحِضْنِ سيّدةِ المكانِ، ومن سطورِ قصيدتي زافَ الحمامُ.
…………….
بقلم دخيل الخليفة
من ديوان (أعيدوا النظر في تلك المقبرة)
Discussion about this post