عودة بالهوى
جسدٌ ينهضُ من تحتِ ماضٍ كانَ
يصرخُ، قالعًا زهورَ صمتي.
عيونٌ حيّرت حتى الحيارى،
بنظراتٍ حطّمت كلَّ اللغات،
تحاولُ ابتلاعي.
مضى بأقصى البقاعِ قاصدًا،
لا بوسعي إلا أنْ أُلملِمَ من الشتاتِ
حروفي.
ثمّ خيالٌ يأخذني حيثُ البعاد،
يحملني بالعنانِ مع سطوري.
تُغنّي الرياحُ بصفيرها أبياتي،
وأردّدُ معها ختاماتِ القوافي.
سارت بي الأيّامُ على دروبِ الوهم،
علّها تستكينُ نبضاتُ قلبي.
ضائعًا بهجرةِ المحالِ مرتحلًا،
مُرغمًا بعشقٍ لم يعُد يُخفيه حنيني.
يدبّني هواك راقصًا بالحشا،
مُحطّمًا وكاسرًا أسواري.
كلانا، يا حبيبي، ينتظرُ نصفَه الآخرَ،
وخلفَنا قَدَرٌ يدفعني حيثُ متاهاتي.
أقحمتَني مثلَ نورٍ متوهّجٍ،
ورسمتَ مخطوطةَ طريقٍ لا تفهمُهُ
عيوني.
جفاءٌ أشهرَ سيفًا على الهوى،
يزفُّ البشرى للخذلان، حافلًا بقتالي.
جعلتَني أتّخذُ من السهدِ سراجًا،
ألوذُ، والذكرياتُ مثلَ شُهُبِ الليلِ
تلاحقني.
على أرضِ الأملِ عجزَ اللقاءُ،
وسُحُبٌ من اليأسِ تمايلتْ نحوي،
وارتوَتْ حقولي.
جدارٌ وألفُ جدارٍ شُيِّدَ بيننا،
فبقيتُ سجينًا بالوحدةِ أُنادي.
فمتى يبقى عشقُك بالروحِ يُدندنُ
عالقًا،
وتحيا من جديدٍ آمالي ويموتُ
سجاني؟
بقلم الشاعر
سعد السامرائي
Discussion about this post