على درب أيّوب
لقد تألّمنا، حاربنا، وخسرنا. دفنّا أقرب النّاس إلينا، بكينا، وتمزّقنا بين أشجان لا تنتهي.
نستعين بالله في كل خطبٍ جلل، لكن يبقى في نفوسنا ضعفٌ من صبرٍ قد عيل.
الحياة كلّها حواجز ومسافات، ويجب أن نتحلّى بجلَدٍ كبيرٍ لقطعها.
نخسر ما نحبّ، ولا ندري أن كل تدبير البشر ما هو إلا حبرٌ خُطّت به أقدار الله على خلقه.
يجب أن نعشق الصبر كما عشقنا من مرّ في حياتنا كنسيمٍ مخمليّ، وفَرّ وضَرّ، واستقرّ في قلوبنا كالمهجة، يقتلنا أو يحيينا.
نتألّم، نتعلّم، ونقوى.
نعم، نحن أنين الذكريات وأوجاع الأحداث، لكن في كل يوم نأمل أن بعد العسر يسرا، وإن كان الهمّ كزبد البحر، بعدد ذرّات رمال الصحاري وعِظم الجبال.
سيجازينا الله بخير الدنيا والآخرة.
خُلقنا من ضعف، نحسّ، ننسى، نأمل الخير، ونسعى لما هو أفضل لحياتنا، والله عزّ وجلّ أدرى بما هو خير لنا.
ولو تُرك لنا المجال لتسيير حياتنا، لما استقرّ لنا حال، ولا هدأ لنا بال، ولجعلناها حربًا بين الأمر ونقيضه، مدًّا وجزرًا، حتى نهبط في صراعٍ مع الذّات.
زايدي حياة – الجزائر
Discussion about this post