جَسدي في مواجَهةِ المرآة
أتأملُ وجهي
عَينانِ ذائِبتان
خَوفٌ يسكُن أسفل جَفنَيّ
وعودٌ كثيرة تكدَّست أعلى الهُدب
ولم يتبقَ أحدٌ ليوفي بها…
أنفي لم يَطُل!
هل هذا يعني أنّني لم أكذب ولو لمرّةٍ واحدة
أم أنّ القصص كانت كلُّها مجرد خيالٍ فارغ؟!
“بينوكيو” يكبر أنفه كلّما تفوّه بكذبة،
وأنا رُبّما يصغر قلبي كلّما قُلت: أنّني أحبّ الحياة.
***
توجّهت إلى النّافذة
ودَّعت الرّيح،
أسدلت السَّتائر خِشية القمر- ألم تسمعوا عن قَمرٍ يهرب من قَفص السَّماء
ويهاجم السَّاهرين؟-
ثم استلقيت كَجثّةٍ أخذت يوم إجازة.
***
كان لابدّ للوقتِ أن يمضي لأشْعر أنّني حيّ
لكن، كان الوقت ثابتاً كعمودٍ حديديّ ثُبِّــت في صدري.
أُغمض عينيَّ فتثبُ الذِّكريات على رأسي
أحاول إبعادها
فتستشيط غضباً كخليّةِ نحلْ.
***
غَفوت ساعةً
واستيقظت على إثر كابوسٍ سُريالي
عن دجاجة تقضِم أطرافي
وعن قلمٍ يصنع من جِلدي حُروفا كي يَكتب قَصيدة!
***
كُلّما قلت هذا الأرق سينتهي
يُمرِّر الليل يده الثَّقيلة فوق قلبي
فيُحيله شتاتاً من ماضِ قديمْ.
***
لن أنام
سأتأمّل خَسائري في المرآة،
أما الجَسد، جسدي، فقد أضحى مُستعمرة ندوبْ.
–
نور الدين كويحيا.
Discussion about this post