🔹 تحيي الجزائر وتونس اليوم ذكرى أليمة ألا وهي مجز//رة ساقية سيدي يوسف، حيث إمتزجت دماء الشهداء في لوحة نضالية جسّدت وحدة المصير والكفاح ضد الإستعمار الفرنسي، تحل هذه الذكرى الأليمة في 8 فيفري 1958، حاملةً معها صدى المقاومة والتضحية.
🔹 كانت ساقية سيدي يوسف ملاذًا لجرحى الثورة الجزائرية، ونقطة عبور للأسلحة لدعم المجاهدين، مما جعلها هدفًا في نظر الإحتلال الفرنسي.
🔹 في ذلك اليوم المشؤوم، وبينما كانت السوق الأسبوعية تعج بالحياة، إحتشد عدد كبير من اللاجئين الجزائريين الذين قصدوا القرية لإستلام المساعدات الإنسانية من الهلال الأحمر التونسي والصليب الأحمر الدولي.
🔹 فجأة، وفي حوالي الساعة الحادية عشرة صباحًا، إخترقت أسراب من الطائرات القاذفة والمطاردة سماء القرية، لتُمطرها بوابل من القنابل التي إستهدفت دار المندوبية، المدرسة الإبتدائية، المنشآت الحكومية، وعديد المنازل، بينما لاحقت الطائرات المقاتلة المدنيين العُزل بلا رحمة.
🔹 دام القصف لأكثر من ساعة، تاركًا خلفه قرية منكوبة غارقة في الدمار، بلغ عدد الشهداء 68 شهيدا ، بينهم 12 طفلًا، 9 نساء، وعون من الجمارك، فيما بلغ عدد الجرحى 87 شخصًا، أما الخسائر المادية فكانت جسيمة، إذ تم تدمير 5 سيارات مدنية، من بينها شاحنات تابعة للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر التونسي، إضافة إلى عدد كبير من المباني العامة والخاصة.
🔹 لم يمر هذا العدوان الغاشم دون ردود فعل دولية، فقد أدانت الصحف العالمية المجز//رة، وواجهت فرنسا موجة إستنكار واسعة من المجتمع الدولي، الذي رأى في هذه الجريمة وصمة عار على جبين الاستعمار.
🔘 #رواية_الإستعمار : تزوير وتضليل
في محاولة للتغطية على جرائمه، بعث الجنرال الفرنسي Raoul Salan تقريرًا إلى وزارة الدفاع الفرنسية، زعم فيه أن القصف لم يستهدف سوى الأهداف العسكرية، وأن الصور الجوية تؤكد “سلامة” القرية، بما في ذلك المدرسة. كما نفى رصد أي شاحنات تابعة للصليب الأحمر أثناء العملية، متجاهلًا الحقائق الدامغة التي كشفتها شهادات الصحفيين.
🔘 #شهادة_الصحفيين : الحقيقة التي لا تُطمس
في 9 فيفري 1958، زار عدد من الصحفيين العالميين قرية ساقية سيدي يوسف، وكانوا شهودًا على حجم الدمار وبشاعة العدوان، ومن بينهم:
☑ Maurice Delarue (صحيفة France-Soir)
☑ Georges Fillioud (إذاعة Europe n°1)
☑ Jean Daniel (صحيفة L’Express)
☑ J.-P. Blondi (إذاعة R.T.F)
☑ J.-F. Chauvel (صحيفة Le Figaro)
☑ Roger Stéphane (مجلة France-Observateur)
أكد هؤلاء الصحفيون أنهم رأوا بأعينهم كيف طال القصف الوحشي المباني العامة، المنازل، المدرسة، والمتاجر، كما عاينوا الشاحنات المدمرة التابعة للصليب الأحمر الدولي (برقم تسجيل سويسري: 90528 GD-fH) والهلال الأحمر التونسي، وشهدوا أيضًا جثث النساء والأطفال في مستشفى الكاف، بين قتلى وجرحى، في مشهد مأساوي جسّد بوضوح جرائم الإستعمار الفرنسي ضد الأبرياء.
🔹 ذكرى ساقية سيدي يوسف تبقى شاهدًا على وحشية المستعمر، وتُخلّد في صفحات التاريخ كرمز للتلاحم والتضحية بين الشعبين الجزائري والتونسي في سبيل الحرية والإستقلال.
رحم الله الشهداء
عمر بن زيان
Discussion about this post