في عالَمِ الابتكاراتِ الطِّبِّيَّةِ، بَرَزَ اسمُ لعماري هِبَةَ كواحِدَةٍ مِنَ العُقُولِ الجزائريَّةِ الشَّابَّةِ التي حَمَلَتْ على عاتِقِها مَهَمَّةَ تَطْوِيرِ حُلُولٍ لِمُسَاعَدَةِ مَرْضَى السُّكَّرِيِّ. فقد اسْتَطاعَتْ هذه المُخْتَرِعَةُ الطَّمُوحَةُ ابتكارَ بَدِيلٍ لِلْبِنْكِرْيَاسِ، ممَّا يُشَكِّلُ ثَوْرَةً طِبِّيَّةً قد تُغَيِّرُ حياةَ المَلايينِ حَوْلَ العالَمِ.
يُعاني مَرْضَى السُّكَّرِيِّ، خُصُوصًا مِنَ النَّوْعِ الأوَّلِ، مِنِ اضْطِرابَاتٍ حادَّةٍ في إنتاجِ الأنسولينِ بسببِ خَلَلٍ في البِنْكِرْيَاسِ، ممَّا يَجْعَلُهُمْ بحاجةٍ إلى حُقَنِ الأنسولينِ يَوميًّا لِلحِفَاظِ على مُسْتَوَى السُّكَّرِ في الدَّمِ. إلَّا أنَّ لعماري هِبَةَ قَدَّمَتْ حَلًّا مُبْتَكَرًا، وهو بَدِيلُ البِنْكِرْيَاسِ، الذي يُمْكِنُ أن يُحَسِّنَ حياةَ المَرْضَى ويُقَلِّلَ مِنِ اعْتِمَادِهِمْ على الحُقَنِ المُتَكَرِّرَةِ.
يَتَوَقَّعُ أنْ يَكُونَ هذا البَدِيلُ نِظَامًا يُحَاكِي البِنْكِرْيَاسَ الطَّبِيعِيَّ في إفرازِ الأنسولينِ تِلْقائيًّا وَفْقًا لِمُسْتَوَى السُّكَّرِ في الدَّمِ، ممَّا يُوَفِّرُ تَحَكُّمًا أَفْضَلَ في المَرَضِ وَيُقَلِّلُ مِنَ المُضَاعَفَاتِ الصِّحِّيَّةِ المُرْتَبِطَةِ بِهِ. لَمْ يُكْشَفْ بَعْدُ عن جميعِ التَّفَاصِيلِ التِّقْنِيَّةِ، لكنَّ الفِكْرَةَ الأَسَاسِيَّةَ تَعْتَمِدُ على دَمْجِ التِّقْنِيَةِ الحَيَوِيَّةِ مَعَ الطِّبِّ لِإنْشَاءِ جِهَازٍ ذَكِيٍّ يُدِيرُ المَرَضَ بِشَكْلٍ أَكْثَرَ كَفَاءَةً.
يُعَدُّ هذا الابتكارُ خُطْوَةً رَائِدَةً في مَجَالِ الرِّعَايَةِ الصِّحِّيَّةِ، حيث يُمْكِنُ أن يُقَلِّلَ مِنْ مُعَانَاةِ المَرْضَى وَيُحَسِّنَ جَوْدَةَ حَيَاتِهِمْ. كما أنَّهُ يُعَبِّرُ عن قُدُرَاتِ العُقُولِ الجزائريَّةِ الشَّابَّةِ في تَطْوِيرِ حُلُولٍ مُبْتَكَرَةٍ لِلْمَشَاكِلِ الصِّحِّيَّةِ العَالَمِيَّةِ.
تُعْتَبَرُ لعماري هِبَةُ مِثَالًا يُحْتَذَى بِهِ في الإبْدَاعِ العِلْمِيِّ وَالتَّفَوُّقِ، فهي لَمْ تَكْتَفِ بِالحُلْمِ، بَلْ عَمِلَتْ بِجِدٍّ لِتَحْوِيلِ فِكْرَتِهَا إلى وَاقِعٍ مَلْمُوسٍ. إنَّ نَجَاحَهَا يُحَفِّزُ الشَّبَابَ الجزائريَّ وَالعَرَبِيَّ على الاجْتِهَادِ وَالابتِكَارِ، وَيُؤَكِّدُ أنَّ العِلْمَ هو المِفْتَاحُ الحَقِيقِيُّ لِلتَّقَدُّمِ.
يَبْقَى هذا الاخْتِرَاعُ نَمُوذَجًا لِمَا يُمْكِنُ أنْ تُحَقِّقَهُ العَزِيمَةُ وَالبَحْثُ العِلْمِيُّ، وَيُسَلِّطُ الضَّوْءَ على أَهَمِّيَّةِ تَشْجِيعِ الابتِكَارِ وَدَعْمِ المُخْتَرِعِينَ لِلنُّهُوضِ بِالقِطَاعَيْنِ الصِّحِّيِّ وَالتِّقْنِيِّ.
فَهَلْ سَنَشْهَدُ في المُسْتَقْبَلِ القَرِيبِ تَطْبِيقًا عَمَلِيًّا لِهَذَا البَدِيلِ الثَّوْرِيِّ؟ الأَيَّامُ وَحْدَهَا كَفِيلَةٌ بِالإجَابَةِ!
Discussion about this post