تاريخ مدينة فاس وعاداتها وتقاليدها
تعد مدينة فاس واحدة من أعرق المدن المغربية وأكثرها شهرة، حيث تزخر بتاريخ غني وحضارة تمتد لقرون طويلة. تأسست هذه المدينة سنة 808م على يد المولى إدريس الثاني، الذي جعل منها عاصمة للدولة الإدريسية، لتكون مهد الحضارة المغربية الإسلامية ومركز إشعاع علمي وديني. على مر العصور، لعبت فاس دورًا محوريًا في التاريخ المغربي، سواء كمركز سياسي أو ثقافي أو اقتصادي.
تاريخ مدينة فاس
العصر الإدريسي: تأسست المدينة على الضفة اليمنى لنهر فاس، ثم توسعت لاحقًا على يد المولى إدريس الثاني لتشمل الضفة اليسرى. أصبحت فاس مركزًا دينيًا وعلميًا بفضل وجود العلماء والفقهاء الذين توافدوا عليها.
العصر المرابطي والموحدي: شهدت المدينة ازدهارًا كبيرًا في الفنون والعمارة، حيث بُنيت العديد من المدارس والمساجد.
العصر المريني: في القرن الثالث عشر، اختار المرينيون فاس عاصمة لهم، وقاموا بتشييد معالم عظيمة مثل مدرسة العطارين ومسجد القرويين، الذي يعد من أقدم الجامعات في العالم.
العصر العلوي: في القرن التاسع عشر، استعاد المولى عبد الله فاس كعاصمة، لكنها فقدت هذا الدور لاحقًا لصالح الرباط.
عادات وتقاليد فاس
تتميز فاس بعاداتها العريقة وتقاليدها المتنوعة التي تعكس أصالة المجتمع المغربي وعمق تاريخه.
1- الحرف التقليدية:
تُعرف فاس بصناعاتها التقليدية مثل الزليج الفاسي، الجلود، الخزف، والطراز المغربي. حيّ الصناع التقليديين في المدينة القديمة يعكس المهارة التي توارثها الحرفيون منذ قرون.
2- الطبخ الفاسي:
يتصدر المطبخ الفاسي قائمة الأطباق المغربية بفضل تنوعه وغناه بالنكهات. ومن أشهر الأطباق البسطيلة، الرفيسة، والحريرة التي تعتبر طبقًا رمضانيًا رئيسيًا.
3- الموسيقى الأندلسية:
تعد الموسيقى الأندلسية جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الفاسية، حيث تُقام حفلات الطرب الأندلسي في المناسبات المختلفة، مثل الأعراس والاحتفالات الدينية.
4- الاحتفالات والمواسم:
تحتضن فاس عددًا من المواسم الدينية والثقافية مثل عيد المولد النبوي ومهرجان الموسيقى الروحية العالمية، الذي يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
معالم فاس
تزخر المدينة بالمعالم التاريخية والدينية التي تعكس عظمة الماضي، ومنها:
جامع القرويين: أقدم جامعة في العالم، وتعتبر منارة علمية ودينية.
باب بوجلود: بوابة شهيرة تعكس روعة الفن المعماري المغربي.
مدرسة العطارين: تحفة معمارية من العصر المريني، تعد مثالًا على دقة الزخرفة المغربية.
دار الدباغة: واحدة من أقدم المدابغ التقليدية في العالم، حيث يتم دبغ الجلود يدويًا،
كما عرفت فاس على أنها المركز الروحي والثقافي
تُعتبر فاس المركز الروحي للمغرب بفضل جامعاتها ومساجدها العريقة، لعبت المدينة دورًا مهمًا في نشر العلوم الإسلامية، كما كانت ملتقى العلماء من مختلف أنحاء العالم الإسلامي اليوم، تحتفظ فاس بهذا الدور الروحي والثقافي من خلال مهرجاناتها ومنتدياتها الفكرية، كما عرفت المرأة باهتماماتها الثقافية نذكر منهن الباحثة والموثقة فاطمة بوهراكة.
خاتمة
تظل مدينة فاس رمزًا للحضارة المغربية بما تحمله من إرث تاريخي عظيم، وعادات أصيلة تعكس هوية الشعب المغربي. تعد المدينة نموذجًا حيًا لاستمرارية التراث وتكيفه مع العصر الحديث، مما يجعلها واحدة من أعظم مدن العالم التي تسحر زائريها وتلهم مؤرخيها.
للإيمان الشباني
Discussion about this post