مقالةُ الصّباح
بقلم/ ربيعة الجزائرية
طهارة يوسف وعفاف مريم، معيار واحد أم ازدواجية معايير؟
في مجتمعاتنا نرى بعض الشّباب ينطلقون في مغامرات عاطفية… يكسرون القلوب ويهتكون الأعراض دون خوف أو تردد يعاملون الحب على أنّه لعبة، والعلاقات على أنها محطات مؤقتة، لكن عندما يحين وقت الزّواج؛ يبحثون عن امرأة “عفيفة” طاهرة لم يمسها بشر، وكأن العفة فضيلة يجب أن تلتزم بها المرأة فقط بينما للرجل الحق في أن يفعل ما يشاء.
لكن، هل فكر أحدهم للحظة في الفتيات اللّواتي تركهن خلفه؟ هل تخيل أن إحداهن قد تكون أخته… ابنته، أو قريبة له، تعيش نفس الجرح الذي سببه لغيرها؟!
ازدواجية المعايير: عندما يكون الخطأ مسموحًا لطرف دون الآخر.
لماذا يقبل المجتمع أحيانًا أن يخطئ الشّاب، ثم يغفر له بسهولة، بينما يحكم على الفتاة بأشد الأحكام لو سلكت الطّريق نفسه؟ هل الشّرف فضيلة تطلب من النّساء فقط؟ أليس الشّرف قيمة إنسانية يجب أن يتحلى بها الرّجل والمرأة معًا؟
إن كنت تريد امرأة بعفاف السّيدة مريم، فعليك أن تكون أنت بطهارة سيدنا يوسف. لا يمكنك أن تعيش حياتك بلا ضوابط، ثم تطلب من الله أن يمنحك امرأة بلا ماض. لا يمكنك أن تخون وتكذب، ثم تبحث عن زوجة صادقة ومخلصة؟
العفة مسؤولية مشتركة وليست حكرًا على النّساء
العفة لا تعني فقط البعد عن الحرام بل تعني الصّدق مع الذّات ومع الآخرين. تعني أن لا تستغل مشاعر فتاة وتتركها مكسورة، ثم ترفع راية الفضيلة حين تفكر في الزّواج. الشّاب الذي يحترم النّساء في حياته، هو نفسه الذي سيحظى بزوجة تحترمه، فالدّنيا تدور وكما تدين تدان.
رسالة لكل شاب يبحث عن الطّهارة في شريكة حياته
قبل أن تضع معاييرك للمرأة التي تريدها زوجة انظر إلى نفسك، واسأل: هل أنا أستحقها؟ هل عيوني نظيفة؟ هل قلبي طاهر؟ إن أردت زوجة نقية، فكن أنت أيضًا نقيًا لأنّ الزّواج ليس صفقة، بل إلتقاء أرواح تبني حياة على الصّدق والاحترام.
في النّهاية، لا تطالب بصفات لم تتحل بها أنت. فالرّجل الشّريف، هو الذي لا يظلم، ولا ولا يرضى بظلم أحد. وإن كنت تطلب قلبًا نقيًا، فاجعل قلبك نقيًا أولًا.
اللّهم أرزق بنات وشباب المسلمين الصّلاح
بقلمي 𝓡𝓪𝓹𝓲𝓪𝓪 𝓐 𝓑 𝓐
Discussion about this post