القرداش هي آلة استعملتها جدّاتنا وأمّهاتنا لتمشيط الصّوف قبل غزله.
آلة القرداش هي ألة يدويّة لنفش الصّوف وتسريح خصلاته وشعيراته بعضها من بعض و تخليصها من الشّوائب مثل التّراب ومختلف العوالق النباتيّة كالقشّ والشّوك
وكلمة قرداش البعض يقول إنّ أصلها تركيّ والبعض الآخر يقول عربيّ لكنّ المعروف أنّها دخلت عن طريق اللّهجة الأمازيغيّة
إلا أنّ أصل الكلمة carduus اللّاتينية ومنها جاءت الكلمة بالفرنسية cardes والأنجليزية cards. أما أقربها إلى اللّهجة الجزائريّة فهي الكلمة الإيطالية cardacci
وكل هذه الكلمات، بما فيها القرداش لها علاقة بالنّبتة المعروفة بالكرضون أو chardon بالفرنسية لأن هذه النّبتة لها شوك يمشط صوف الخرفان وهي ترعى في الطّبيعة ومنها استوحى البشر آلة القرداش بشوكها المعدني.
ويرافق القرداش المغزل وأدوات النّسيج الأخرى لتحضير الصوف والوبر واستخدامه في الصّناعة التّقليدية على غرار الجلّابة والبرنوس و الأفرشة والأغطية أمام ما تزخر الجزائر من ثروة حيوانيّة
. عميلة الجزّ تنطلق خلال نهاية موسم الرّبيع وحلول فصل الحرّ وهناك مساعٍ كبيرة تتّجه نحو ضرورة تعلّم مهنة الأجداد والحفاظ عليها من اجل استغلال الموادّ الأوليّة على غرار ما تنظّمه غرف الصّناعة التّقليدية من ورشات لتكوين الحرفيّات خصوصا المتعلّقة بالصّوف والوبر.. و تسعى الكثير من العائلات بتخصص مساحات في البيوت لتعليم وتكوين بناتها ” النّسج ” الّتي أصبحت مطلوبة لاسيما الأفرشة والأغطية الّتي احتلت مكانة في تجهيز العروس وهو ما شجّع النساء للإقبال على الصّناعة التّقليدية الّتي تعتبر جزء من تراثهنّ وحضارتهنّ سعيا منهنّ للحفاظ على هذه على هذا النّوع من التّراث بالمقابل تشهد دور الثّقافة في العديد من الولايات خلال المناسبات والمهرجانات معارض تقليديّة تبرز فيها أهمية الصناعة التقليدية وتدفع بالمقابل الحرفيين والمسؤولين للمحافظة على مورثهم الثقافي .
يبدأ عمل هاتين الأداتين بعد موسم زج صوف الغنم، يتم غسل الصوف جيدا عن طريق الماء، وبعد أن تجف يتم تنقيتها يدويا من أي شيئ عالق، وبعد أن تصبح الصوف نقية وجاهزة، يتم استخدام القرداش وهو عبارة عن آلة تتكون من جزأين متشابهين، كل جزء يشبه المضرب لكنه مربع الشكل، والجزء المربع فيه تغطيه أسنان معدنية بالكامل، يتم وضع الصوف على جزء من القرداش ثم يتم تصفيفه بتوظيف الجزأين ذهابا وإيابا، ثم يتم استخراج الصوف منه جاهزة للغزل، في هذه المرحلة يتم توظيف المغزل، وهو عبارة عن عود خشبي أملس مدبب النهاية، في قاعدته دائرة خشبية أو بلاستيكية ترتكز عندها خيوط الصوف المغزول، حيث تقوم المرأة بتبريم الصوف على شكل خيوط وإيصال القطع مع بعضها البعض من أجل الحصول على كرات مختلفة الشكل من خيط الغزل الذي يتم توظيفه فيما بعد في عملية نسج مختلف الحاجيات، كالألبسة والأفرشة والزرابي.
Discussion about this post