بقلم / طارق محمد حسين
ليلة القدر خير من ألف شهر …
مهلا يا رمضان انقضي بضع وعشرون يوما من الشهر الفضيل وتبقي العشر الأخيرة، وفيها ليلة القدر ولهذه الليلة المباركة عديد من الفضائل ، اولا نزال القرآن الكريم فيها، وهو المعجزة الخالدة للنبي، الذي أنزله الله تعالى هداية للعالمين، وحجة على المعاندين ، ثانيا أنها ليلة كثيرة البركة والرحمة كما في قوله تعالى: إنا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ، كما أن هذه الليلة تقدر فيها الآجال والأرزاق وحوادث العام ، وكذلك أن العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، ايضا فإن الملائكة تتنزل فيها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة والرحمة والعتق من النار، وهي سلام من الآفات والعقوبات ، وفضل قيامها أن من قامها غفر له ما تقدم من ذنبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه).
اما تحديد ليلة القدر فقد قال جمهور العلماء: هي في العشر الأواخر من رمضان والله أعلم، وعن كيفية أحيائها ، فقد ثبت عن النبي ص أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه ) ،وقيامها: إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة ، وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضًا ، وقد كان النبي يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها. والله أعلم، وقد كان السلف يتأهبون لها ، فكان في الليلة التي يرجى أنها ليلة القدر، يغتسلون، ويتطيبون، ويلبسون أحسن الثياب، في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر، إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كان النبي يعتكف العشر الأواخر من رمضان تحريًا لليلة القدر، وقالت عائشة: (كان رسول الله إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر) (متفق عليه)، وشد المئزر: كناية عن اعتزاله النساء، واجتهاده في العبادة ، وقالت رضي الله عنها: (كان رسول الله يجتهد في العشر مالا يجتهد في غيره) (رواه مسلم). ، قال صلى الله عليه وسلم :” إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها الا محروم “، وعن الدعاء في ليلة القدر قال ابن كثير المستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخيرة منه، ثم في أوتاره أكثر، والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» ، لما رواه الإمام أحمد أن عائشة قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فبم أدعو؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني» ، إخواني اجتهدوا في الطلب، فرب مجتهد أصاب طيب الله أوقاتنا بالقرب منه بالدعاء والصدقة.
بقلم / طارق محمد حسين
Discussion about this post