عبد الرحمان المجذوب
(شاعر وصوفي مغربي من القرن 16)
• سلسلة “شخصيات مغربية بارزة”
ـ الحلقة الثانية.
حلقة اليوم عن : سيدي عبد الرحمن المجذوب.
إذا وجهنا أعيننا صوب بلد الأولياء أي المغرب، سنجد صاحب رباعيات سرت بذكره الركبان ولازال، منذ قرون، حي الذكرى على ألسن المغاربة… صاحب هذه الرباعيات هو سيدي عبد الرحمان المجذوب.
ما أن نسمع الرباعيات، حتى يقفز إلى ذهننا عمر الخيام، الشاعر الصوفي الشهير، الذي أدت أم كلثوم رباعياته. لكن إن نقلنا أعيننا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب أو بلد الأولياء المغرب، فسنجد صاحب رباعيات أخرى، لاتقل شهرة وربما فاقت شهرة رباعيات الخيام، وذلك لتأثيرها الكبير وتوارثها أبا عن جد، وحفظها جيلاً بعد جيل، وذلك في كل أقطار شمال إفريقيا، وغيرها من البلدان، وهذه الرباعيات من الكلام المأثور وهي لشاعر صوفي مغربي انبثق في زمن السعديين اسمه عبد الرحمان المجذوب.
خلال القرن العاشر الهجري السادس عشر الميلادي، انتشر التصوف بشكل كبير في المغرب، وهو تصوف كان متعدد الأوجه والأشكال اتخذ تجليات عدة، منها الشعوذة والسحر، ومنها الانتقاد والتوجيه والتعليم.
من الطائفة الثانية برز اسم سيدي عبد الرحمن المجذوب، المتصوف الذي حمل قلمه، و سار في المدن والقرى والمداشر مسلطاً سيف النقد على المظاهر الاجتماعية والسياسية المنحرفة، داعياً إلى مجتمع جديد.
كان والد عبد الرحمن المجذوب شيخاً صوفياً هو عياد بن يعقوب بن سلامة بن خشان، صنهاجي الأصل فرجي دكالي الموطن، تتلمذ على يد الشيخ ابراهیم افحام الزرهوني تلميذ الشيخ أحمد زروق.
سنة 909 هجرية/ 1506 ميلادية سیری المجذوب النور في رباط تيط قرب أزمور. لما بلغ الصبا، حمله والده إلى مدينة مكناس حيث أقام في موضع يسمى “إركان”. هناك نشأ المجذوب في وسط صوفي، وتلقى تعليمه في مدينة مكناس، قبل أن يشد الرحال صوب مدينة فاس، حيث تغيرت أحواله، وغرق في التصوف، وساح في الأرض كالمجاذيب. تسكت المصادر التي أرخت لعبد الرحمان المجذوب عن تكوينه العلمي والمعرفي، وإن ذهبت بعض الأراء إلى أنه لم يرتق الدرجات العلمية، وأنه اكتفى بالتصوف، ولم يجمعه بالفقه أو العلوم.
توفي المجذوب يوم الجمعة 9 ذي الحجة 976 الموافق ل 26 ماي 1569، بمدشر مرشاقة في بلاد الهبط، وحمل جثمانه ليدفن في مكناس، حيث شیدت عليه قبة، وضريحه اليوم يوجد ضمن ضريح السلطان مولاي إسماعيل .
Discussion about this post