حاشا لربِّك
بقلم/ نايف خولي
في كوخيَ المهجور ِ تغمرني الرُّؤى …..
فأغوصُ في فيض ٍ من الأحلام ِ
حلمٌ أرى فيه ِ الطُّيورَ تحيطُني …..
فأتيهُ مخمورا ً مع الأنغام ِ
ورفيفُ أجنحة ِ الفَراش ِ يلُفُّني …..
ويجوزُ بي نحو المدى المترامي
فأحسُّ في ذاتي تصدُّعَ جِبلتي …..
وتخلخلا ً فتمزُّقا ً متناميا
فتنافرا ًبين القِوى ووميضِها …..
وكأنَّني في غمرة ِ الأوهام ِ
***
وإذا بذرَّات ِ النَّوى بتكثُّف ٍ …..
ترسو ، تعودُ لعالم ِ الغبراء ِ
والعقلُ يطفو فوق أمواج ِ السَّنا …..
وبخِفَّة ٍ يسمو على الأشياء ِ
فيفضُّ عنه كلَّ أصداءِ الثَّرى …..
من تُرَّهات ِ العيش ِ والأهواء ِ
ويُطلُّ من أفق ِالوجودِ على الورى …..
فيرى الأنامَ بحومة ِ الهيجاء ِ
يتناهشون جسومَهم بضراوة ٍ …..
كوحوش ِ غاب ٍ في دجى الصّحراء ِ
***
فيحارُ في أمر ِ البرية ِ كم طغتْ …..
وتجبَّرتْ في غِيِّها وضلالِها
كم شوَّهتْ صورَ الألوهة ِ وادّعتْ …..
حكمَ السَّما بوِهادها وجبالها
وتصوَّرتْ ربَّ الوجود ِ خليفةً …..
يهبُ المناصِبَ رشوةً لطغاتِها
فيأدِّبون الأرضَ عنهُ نيابةً …..
ويُنكِّلون بناسِها وشعوبِها
ويشرِّعون الظُّلمَ ناموسا ً لهم …..
يتقاسمون المجدَ في إذلالِها
***
باسم ِ الألوهة ِ كم تلفَّعَ مجرمٌ …..
أغوى الورى بنفاقِهِ فتجبَّرا
بعباءة ِ الإيمان ِ خبَّأ شرَّهُ …..
والى حضيضِ الموبقات ِ تحدَّرا
ولِذاتِهِ نسبَ الألوهةَ وادَّعى …..
سنَّ الشَّرائع ِ والهُدى فاستكبرَ
وأناخَ فوق قلوبنا بضلالِهِ …..
فأحالنا شبهَ الهوام ِ على الثَّرى
شبهَ العبيد ِ تلبَّدتْ أفهامُهم …..
وتيبَّسَ الإحساسُ ثمَّ تحجَّرَ
***
يا صاحبي هلاَّ احتكمتَ الى الحِجى ؟…..
ونزعتَ من إدراككَ الأوهامَ
ونظرتَ حولكَ للوجود ِ وما حوى …..
آياتُ ربِّكَ تُنطقُ الآكامَ
هلاَّ التفتَّ الى النُّجوم ِ وعدِّها ؟ …..
هيَّا التفتْ فتغيِّر ِ الأحكامَ
اللهُ للأكوان ِ ربٌّ واحد ٌ …..
حاشا لربِّكَ يفرزُ الأقوامَ
حاشاهُ يشرَعُ للطُّغاة شرورَهم …..
حاشاهُ يُفتي للورى الإجرامَ
حكمت نايف خولي
من قبلي
Discussion about this post