اللوحة
بقلم/ أمل زواتي
أمسك جمال ريشته كعادته للإبحار في عوالم الفنّ .
لقد كان متفرّدا في خصوصيّته في غرفته المثقلة باللوحات .
هذا صباح مختلف
كانت أفكاره تقوده نحو الذّكريات وما أخبره صديقه عبر الهاتف يعلمه أنّ سوسن حبيبته فيما مضى قد داهمها ذاك المرض
استحضر جمال المشهد ،أراد لسوسن عمراً آخر جميلًا لكنّ فرشاته أبت إلّا أن تسجّل الحقيقة وواقع سوسن الّتي طالما كانت حاملة للورد لم تعد تقوى على الحياة .
كان الخبر الحزين يُحرّك فرشاة جمال في انسيابيّة حزينة وهو يمزج الألوان ليُشهد اللوحة على حنينه لتلك الذّكريات
لقد رسم الصّورة طبق الأصل عن جمال سوسن حينها !
تفنّن في اختيار ألوان اللوحة حتّى كادت تنطق
كما رآها
سوسن وحيدة عند عتبة الغروب والانتظار لحبيب يقوده الشّوق
تحمل له كلّ الورود هديّة لعينيه
تغتالها الرَيح فتطير أزهارها وهي الـ مختبئة خلف قبّعتها .
وقلبها حالم بلقاء الحبيب .
امل زواتي
Discussion about this post