من كتابي: مغرب الثقافات
مدينة من بلدي ” العطاوية ”
مدينة العطاوية، الواقعة في قلب المغرب، تُعرف بتاريخها العريق وتراثها الثقافي الغني. لطالما كانت العطاوية مركزًا للإبداع الأدبي والشعري، حيث عُرفت قديمًا باسم “دوار الشعراء” يُقال إن هذا اللقب ارتبط بها عندما كان الفقيه والشاعر بلبهلول من مزاب العلوة يتواجد بالمنطقة لدراسة الفقه، وربما تتلمذ على يد الشيخ بويا عمر، كان بلبهلول شاعرًا مرموقًا، وقد أثر في شبان المنطقة وألهمهم ليصبحوا شعراء، مما جعل المكان يُشتهر بكونه ملتقى للمبدعين والشعراء،
وتشتهر أيضًا بجمال طبيعتها وأرضها الخصبة التي جعلتها مركزًا للزراعة، خاصة زراعة الزيتون، يضم الإقليم رصيدًا هامًا من أشجار الزيتون التي تغطي مساحة شاسعة تُقدّر بـ56,000 هكتار، أي ما يعادل نصف المساحة المغروسة بمنطقة تانسيفت، و10 في المائة على الصعيد الوطني. إنتاج المنطقة من الزيتون يتراوح بين 60,000 و150,000 طن سنويًا، حسب الظروف المناخية والمواسم الزراعية، كما أن زيت الزيتون المُنتج بالعطاوية يتميز بجودته العالية، مما يجعل المنطقة من أهم المساهمين في هذا القطاع بالمغرب. رغم التحديات المناخية والجفاف الذي شهدته العطاوية على مر العصور، فإن أشجار الزيتون صمدت لقرون، مبرهنة على قدرتها على التكيف مع الظروف الصعبة.
إلى جانب أهميتها الزراعية، تعتبر العطاوية مركزًا ثقافيًا وفنيًا بارزًا. من أبرز الشخصيات الثقافية الحالية بالمدينة الناقد والشاعر الزجال عمر نفيسي، الذي كرّس حياته لخدمة فن الزجل، ويشغل منصب مدير مهرجان “تساوت”، وهو مهرجان يُسلّط الضوء على الثقافة المحلية ويحتفي بالإبداع الفني،
بهذا، تظل العطاوية مدينة تجمع بين التراث الثقافي والإبداع الفني، إلى جانب إسهاماتها الاقتصادية في القطاع الزراعي، مما يجعلها نموذجًا يحتذى به في الجمع بين الأصالة والمعاصرة.
للإيمان الشباني
Discussion about this post