تنام كل الأشياءِ
إلاّ الحنين
الأحزان
والمطر
يتكثّف في الغياب
فلا أرى إلّا طيفك
الشّتاء فصلٌ عنيدٌ
لا تفلح معه حيلُ شهرزاد
ولا موسيقى بتهوفن
ولا كؤوس القهوةِ المحلاّة بسكّرِ الأمنيات
ينسجُ بخبثٍ شراكه حولي
يسهّدُني
يتركني تائهةً في احتمالاتِ حيلي المستحيلة
على أوتارِ القلقِ أرى ملامحَك
أدخل شتائي الخاص بكامل الرّعشة والحذر
كعاصفة لم تتهيّأ لها الأشجار مسبقا
في الشّتاء أحتضن ذكرياتنا
وأستعيدُ سعيرَ القبلةِ الأولى
أصيرُ طفلةً خارج خارطة الوقت
مهما تسلّلت عبر مسامات الشّوق
أظلّ عالقةً على خيوط البكاء
لأفرغ ضجيج القلب في بئر الحزن
افرقعُ أصابعَ الصّباحٍ
واتعثّر على صوت العصافير
أرقصُ ويدي على خصر النّغمات
قبل أن
تقذفني في دوّامة الانتظار
نوال حسن الشيخ
Discussion about this post