حاجة
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دخان
-١-
-حسنا ..الآن لن “تكسفيني “إن أنا “عزمتك” على كاسة كابتشينو؟
-لكن..لاداع لها لأننا شربنا قبل قليل.
-لكني أرغب بأن أعزمك على شيء كعربون صداقة ؟
-حسنا كما تريد.
حاولت مرارا التهرب من الإجابة عن سؤالها الذي لم تنساه، لكنها لم تيأس وعادت لتسألني السؤال نفسه:
-ماهي مهنة حضرتك؟
بالرغم من اني في العادة لاأجيد المراوغة والتهرب إلا اني قلت متظاهرا بالذكاء وسرعة البديهة:
-لاأعتقد أنه يوجد الآن كلمة حضرتك بين الأصدقاء؟
إبتسمت برقة وذكاء حقيقي وهي ترى نجاحي في التهرب من الإجابة وقالت:
-أنا آسفة؟
لكنها هي أيضا تتهرب من الإجابة عن سؤالي بذكاء حقيقي دون أن تتعرق جبهتها؛وسألتها من جديد مع محاولة تسهيل الإجابة عليها:
-هل أنت متزوجة ..لاأظنك متزوجة؟
-من البداية تريد معرفة تفاصيل حياتي .
-عموما لست مرغمة على الإجابة آنستي؟
-لكنك أنت أستاذ لم تجيبني على سؤالي بشأن مهنتك.
-أيضا لاأحبذ وصفي بأستاذ ،أنا أسمي غريب ..فقط نادني غريب ؟
-هههههههه كما تريد ياغريب .
قلت بمحاولة للتذكير :
-أشكرك آنستي ..أو سيدتي ؟
لكنها وبذكاء تهربت من الإجابة حول وضعها الاجتماعي أيضا كما تهربت أنا من الإجابة بشأن مهنتي الوضيعة ،فلا بد أن الإجابة عن سؤالي بشأن وضعها الاجتماعي يزعجها أيضا كما تزعجني حقيقة وظيفتي ،وكما إنها قد عرفت من خلال نظراتي إليها أن صداقتي لها هي في الواقع ماهي سوى وسيلة للحب و..من ثم الزواج ؛فأنا أريد أن أكون صادقا معها إلى أبعد الحدود ،فأنا علمت أيضا من خلال نظراتها وأسئلتها بأن هدفها من قبول صداقتي هو الإعجاب الذي ينتهي بالزواج .
لكن يبدو أنه يوجد عوائق شديدة الوضوح هي؛ طبيعة عملي من جهة،ووضعها الاجتماعي من جهة ثانية.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان الطقس قائظ ،الحافلة لم تكترث أبدا لحرارة الشمس الحارقة، حتى بعد إنتشار رائحة كاوتشوك عجلاتها.
كثيرا ماتسربت إلى إنوفنا رائحة الكاوتشوك المحترق من جراء إحتكاك العجلات في ” الفرن ” الاسفلتي المشتعل.
إستمر توددي لزميلتي الجميلة ،الرقيقة ذلك التودد الذي لم يتجاوز حدود الغزل المستور خصوصا إنها كانت هي المبادرة لكسر ستار خجلي وتحفظي، والذي كان يفوق تحفظها هي..!
-حضرتك من أين ؟
-أنا من الجنوب .
-أي جنوب تقصد؟
-جنوب الأردن.
-أي أنت أردني الأصل؟
-نعم.
عند التوضيح كان الأصل يقف حائلا أخر بيننا خصوصا اني عرفت موطنها بسرعة عندما قالت عند تسرب رائحة الدخان إلينا :
-على أي حال أنتم تنعمون بالأمن بينما من هم من حولكم من الشعوب يعيشون على رائحة الدخان والقصف والدم كل يوم ؟
في الحقيقة أن قضية العرق كانت تهمني كما تهمها “هكذا تربينا في القرية ،وتكرار أمي لقول خذ من طينة بلادك ولطخ على خدادك “.
لكني كنت معارضا دائما لتلك الأفكار وأصر على تغريب النكاح.
كنت حين أنزل لها المائدة الصغيرة العالقة خلف المقعد المقابل لنا ،وحين أخر أنزل لها حقيبتها الصغيرة من الرف العلوي ،البعض اعتقد بأننا نعرف بعضنا البعض ،وأجمل إعتقاد رأيته في عيون الآخرين ؛هو أننا عاشقان.
إن لم نتوفق في مانصبو إليه “وهذا الأرجح” فلا ضير من لحظات سعيدة أمضيها مع تلك الجميلة.
” وللقصة بقية”
تيسيرالمغاصبه
Discussion about this post