كنت سطرًا
بقلم/ يوسف القدرة
كنتُ سطرًا في فم الرّيح.
نسيَني هناك ومضى،
وظللتُ أبحثُ عن طاولتي.
لكنّ الطّاولة كانت في جيبي،
والجيبُ كان حفرةً في الهواء،
والهواءُ كان هرًّا بريًّا
يلعقُ وجهي كلَّما أغمضتُ عيني.
وضعتُ القمر في جيبي.
نسيتهُ هناك، فخرجتْ من سترتي ليلةً كاملة.
الشّارعُ ركضَ نحوي بعشرِ أرجل،
تعثّرَ بنفسه وسقطَ في حفرة الزّمن.
والزّمن؟ الزّمنُ مرآةٌ مكسورة،
تعكسُ وجهي في مئة مدينة،
وفي كلِّ مدينةٍ أنا شخصٌ لا يعرفُني.
كتبتُ رسالةً إلى نفسي،
لكنَّ الورقةَ خافت من الحبر،
والحبرُ خافَ أن يموتَ فوق السّطر،
والسّطرُ خافَ أن يكونَ سطرًا.
فرميتُ الرّسالة في البحر،
لكنّ البحرُ كان كوبَ ماءٍ فوق الطّاولة،
والطّاولةُ؟ كانت في جيبي.
.
ثم رفعتُ رأسي،
ورأيتُ ظلّي يضحك،
ويصفّقُ لي بيدٍ لا أملكها.
يوسف القدرة
غزة
Discussion about this post