نعمة الصحبة الصالحة وأثرها في حياة الإنسان
الصحبة الصالحة نعمة عظيمة من نعم الله تعالى على عباده، فهي الرابط القوي الذي يربط القلوب ويبعث فيها السكينة والمحبة الصادقة، ولقد جاء في أقوال السلف الكثير من الحكم التي تبين فضل الصحبة الصالحة وأثرها في حياة الإنسان، ومن ذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “ما أعطي العبد بعد الإسلام نعمة خيرًا من أخ صالح، فإذا وجد أحدكم وداً من أخيه فليتمسك به”. فهذا الحديث يشير إلى قيمة الأخوة الصادقة التي تجمع بين الأفراد على طاعة الله، بعيدًا عن المصالح الدنيوية الزائلة.
الصحبة الصالحة تعين الإنسان على السير في طريق الخير، وتدعمه في مواجهة صعوبات الحياة. كما قال الإمام الشافعي رحمه الله: “إذا كان لك صديق يعينك على الطاعة فشد يديك به، فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهلة” الصديق الصالح هو الذي يدفعك نحو الأفضل، ويذكرك بالله، ويشجعك على العمل الصالح، ويكون لك معينًا في وقت الشدة.
لقد وصف الحسن البصري الصحبة الصالحة بأجمل الصفات عندما قال:
“إخوتنا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة. ومن صفاتهم الإيثار” ومن صفات الصحبة الصالحة الإيثار، وهو تقديم مصلحة الأخ والصديق على المصلحة الشخصية،
كما تشمل النصيحة الصادقة، حيث يكون الصديق مرآة لصديقه، ينصحه بإخلاص ويقومه بمحبة، الوفاء أيضًا من أبرز صفات الصحبة الصالحة، وهو أن يبقى الصديق سندًا لصديقه في السراء والضراء، وأهم ما يميز الصحبة الصالحة أنها تذكر الإنسان بالآخرة، وتدفعه للعمل لما بعد الحياة.
الصحبة الصالحة تسهم في تهذيب النفس وتقويم السلوك. فالصديق الصالح هو مرآة صديقه، يرى عيوبه بحب وينصحه بإخلاص. وهي سبب في تقوية الإيمان وزيادة الطمأنينة في القلوب، إذ إن الحديث مع الأصدقاء الصالحين بهجة، وقربهم سعادة، وقلوبهم طيبة وصافية.
إن وجود الصحبة الصالحة في حياتنا كنز ثمين يستحق التمسك به وكما قيل “المحبة في الله نعمة كبيرة وكنز ثمين، والتواصل مع الأصدقاء في الخير أنس ومسرة، هم للعين قرة”. فلنحرص على انتقاء الصحبة الصالحة، ولنكن نحن أيضًا أصدقاء صالحين نعين غيرنا على الطاعة، ونسعى لتكون محبتنا في الله خالصة لوجهه الكريم.
ختامًا، سلام على الأرواح التي أسعدتنا صحبتها، وأثرَت حياتنا بوجودها. دعوات من القلب أن يديم الله السعادة على الأصدقاء الصالحين، وأن يجمعنا بهم في الدنيا على طاعته، وفي الآخرة في جناته.
للإيمان الشباني
Discussion about this post