اختيار الرفيق وأثره في حياة الإنسان
اختيار الرفيق هو من القرارات المصيرية التي تؤثر على حياة الإنسان بشكل عميق، فهو يحدد الكثير من ملامح طريقه في الحياة. الرفيق الصالح يعين صاحبه على الخير ويكون له سندًا في المواقف الصعبة، بينما قد يكون الرفيق السيئ سببًا في الضياع والانحراف عن الطريق المستقيم. لذلك حث الإسلام وكل الحكماء على ضرورة التريث في اختيار الرفيق، لأن الصحبة تؤثر تأثيرًا كبيرًا في الأخلاق والسلوك.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل”. هذا الحديث النبوي يوضح أن الصديق يعكس أخلاقك وسلوكك، فهو يشكل جزءًا من شخصيتك، مما يجعل اختيار الرفيق أمرًا ذا أهمية بالغة. فالرفيق الصالح يذكرك بالله إذا نسيت، ويشجعك على الطاعة إذا ضعفت، ويكون معك في السراء والضراء، أما الرفيق السيئ فقد يدفعك إلى ارتكاب الأخطاء، ويبعدك عن طاعة الله، مما يؤدي إلى الندم في الدنيا والآخرة…
صفات الرفيق الصالح واضحة وجلية، فهو صاحب قلب نقي، يحمل الخير في نفسه وينشره حوله، يتميز بالإخلاص والوفاء، ولا يخذلك وقت الحاجة. يكون عونًا لك في الطاعة، وينصحك إذا أخطأت، ويشد على يدك في فعل الخير يقول الحسن البصري “إخواننا أحب إلينا من أهلنا، لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا، وإخواننا يذكروننا بالآخرة”، في إشارة إلى أهمية الصحبة الصالحة التي تذكرك بواجبك تجاه الله وتعينك على عبادة خالقك.
على الإنسان أن يختار رفقاءه بعناية فائقة، ويبتعد عن أصحاب السوء الذين يجذبونه إلى طريق المعصية، فالصحبة السيئة لا تؤدي إلا إلى الندم، وكما قيل في الحكمة “قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت” الصحبة السيئة تلوث الفكر والسلوك، وتبعد الإنسان عن أهدافه النبيلة في الحياة.
اختيار الرفيق لا يجب أن يكون بناءً على المصالح المادية أو الشكل الظاهري، بل يجب أن يكون قائمًا على الأخلاق والقيم المشتركة، الصديق الذي يعينك على تطوير ذاتك، ويذكرك بالله، ويشاركك الأفراح والأحزان، هو الرفيق الحقيقي الذي يجب أن تتمسك به، قال الإمام الشافعي.. “إذا كان لك صديق يعينك على الطاعة فشد يديك به، فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهلة”
ختامًا، الصحبة الصالحة من أعظم النعم التي يمنّ الله بها على عباده، علينا أن نحرص على اختيار الرفيق بعناية وأن نكون نحن أنفسنا رفقاء صالحين لمن حولنا، فإن الحياة تصبح أجمل وأيسر برفقة من يذكرك بالله، ويعينك على الخير، ويقف إلى جانبك في أوقات الشدة والرخاء.
للإيمان الشباني
Discussion about this post