ومضة
سلسلة تسرد
لمحات من التَّاريخ الإنساني
بقلم/ د. دعاء محمود
سلسلة ومضة تلقي الضوء على لمحات من بعض الشَّخصيات التي كان لها أثرًا بارزًا في التَّاريخ الإنساني.
موعدنا اليوم مع أعظم عقل في التَّاريخ المصري ” إيموحتب”.
إيمحوتب هو شخصية تاريخية مصرية بارزة تُعتبر واحدة من أعظم العقول في التَّاريخ القديم.
عاش في عصر الدَّولة القديمة خلال الأسرة الثَّالثة (حوالي 2686-2613 قبل الميلاد)، وكان مستشارًا ووزيرًا للملك زوسر.
اشتهر بكونه أول مهندس معماري معروف في التَّاريخ، حيث صمم وبنى هرم زوسر المدرج في سقارة، وهو أول هرم حجري كامل في العالم، مما جعله رائدًا في استخدام الحجر في البناء بدلًا من الطُّوب اللَّبن.
إيمحوتب لم يقتصر دوره على الهندسة المعمارية فقط، بل كان أيضًا طبيبًا بارعًا وحكيمًا. يُنسب إليه وضع أسس الطِّب في مصر القديمة، حيث سبق أبقراط اليوناني بنحو ألفي عام، مما دفع البعض لاعتباره “أبو الطِّب” الحقيقي.
نقوش معابد مثل إدفو، وفيلة تصفه بألقاب مثل “مخفف آلام المصريين”، و”ذو الأصابع الذَّهبية”، مشيرة إلى مهارته الاستثنائية في الشِّفاء.
كما يُعتقد أنه أول من وضع مبادئ أخلاقية للأطباء، مثل “لا تسخر من المعاق أو المريض نفسيًا”، مما يظهر تقدمه الفكري.
اسم “إيمحوتب” يعني “من يأتي في سلام” باللُّغة المصرية القديمة، وهو ما يعكس دوره كشخصية جلبت الخير والاستقرار.
بعد وفاته، رفع المصريون القدماء مكانته إلى مرتبة الإله، وعبده الإغريق لاحقًا كإله للطب، مشبهين إياه بإلههم أسقليبيوس، ووصفوه كابن للإله بتاح.
شغل مناصب عديدة ككبير الكهنة في هليوبوليس، ومدير القصر، ورئيس النَّحاتين، مما يبرز تعدد مواهبه.
إيمحوتب يُعد رمزًا للعبقرية المصرية، حيث جمع بين العلم والهندسة والطِّب، وترك إرثًا حضاريًا عظيمًا يشهد على تفوق الحضارة المصرية القديمة.
تاريخ مصري عريق يشهد على تقدم عبقري للمصري القديم.
الكاتبة الصَّحفية/ د. دعاء محمود
مصر
دعاءقلب
Discussion about this post