القلبُ الولهان
بقلم/ حسناء سليمان
أنتَ ؟ تراني لوحةً جميلة
ألوانُها زاهية
مرآتُها عينان
وشفاهُها الأحلام
” تخربشُني” بريشةِ شغفِكَ
تترجمُني بلغّةِ النّسيان
تمحو من خيالِكَ الأحزان
و…وأتساءلُ : أتُحبُّني؟…
وفي قُرارةِ ذاتي …أعرفُكَ…
ناغَشْتَ لهاثَ إحساسي
قرأتُكَ …كتبتُكَ
لن تقتحمَ أسوارَ الإنسان
تريدُ امرأةً جريئة
تزلزلُ فيك البركان
كيف أكونُ الإعصارَ ؟
يُهشِّمُ رِمْشَ البيلسان
ليتنا نعودُ الى الطّفولة
نُهدهدُ بصوتِنا المكان
يُفرحُنا حنّا السّكران
يُولعُ سجائرَه بالصّوان والصّوفان
واليومَ!… واليومَ أينَ نجدُ مقرًّا
من رمادِ الحاجةِ للأمان؟
أيا أسطورةَ الشّطآن
ورنّةَ دقّاتِ الزّمان !…
لا تُصدّقيه
الحبُّ ليس كما يَظنّه
أَصْدَقُ الكلماتٍ حنان
وإن كانَتْ تأجُّجَ البركان
هل يُحبّكِ ؟ …أيُحبُّكِ؟
وقد كسَر قيثارةَ الألحان
فتناثرَ عِقدُ المرجان
من نبضِ الشّوقِ الظّمآن …
ونبقى في دنيانا
والماءُ لا يروي العطشان
عطشُنا لرشفةِ سعادةٍ…
لرشفةِ سعادة ٍ…
إذْ يَنبضُ قلبُنا الولهان …
( عندما يخفقُ القلبُ إذْ نقرأُ حروفنا … ونشعرُ بوخزِ الشّوقِ للفرح …
نكون قد دَمَغْنا كلماتِنا بنبض مشاعرِنا …)
{ كنّا نتحلّقُ في صغرِنا أخواتي وأنا حول “أبي هلهول ” عندما يزورنا …
نُحبّ قصصَه وحكاياتِه المميّزة بمغزاها …
كان يُشعِلُ سجائرَه باحتكاكِ الصّوّان (حجر) والصّوفان …الّذي هو نوعٌ من الفطريات تتغذّى على قاعدةِ الأشجارِ اليابسةِ …فيُجفّفُها ويأخذُ منها نتفًا صغيرةً ليشعلَها ويُولعُ منها ما يُريد …(حتّى النَّار) …
طريقة قديمة لتشعيل الحطب …
وكنت متلهّفةً لأعرفَ حكايةَ الصّوانِ والصّوفان …
غدوتُ ،عندما أذهبُ الى الطّبيعة ، أميّزُ حجرَ الصّوّان الصّلب بشكل حصًى صغيرة رماديّة اللّون لامعة …أحتفظ بها وأعطيها ل ” أبي هلهول” وأنتظرُ منه ، مبتسمةً بعض الإطراء… وأنظرُ في عينيه اللّامعتين ، حيثُ ألمحُ ذكاءَه ،وصبرَه ، وقناعتَه في الحياة…
أحببتُ أن أذكر لكم قرّائي الأعزّاء نبذةً عن فرَحِ الطّفولةِ أمام اختراعِ أبي هلهول ووفاءً لصداقته ومحبّته لبيتنا …}
حسناء سليمان
Discussion about this post