واحة الصائمين
[الحلقة السابعة عشرة]
فرحتا الصائم في رمضان
قال رسول الله ﷺ:
“للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه” (متفق عليه).
رمضان.. شهر الفرح الروحي
رمضان ليس شهر الحرمان، بل هو شهر الامتلاء بالروحانية، والفرح بالقرب من الله.
فالصائم يجوع في النهار، لكنه يشعر بالشبع الروحي، والعطش يوقظ فيه شوقًا إلى رضوان الله.
في هذا الحديث العظيم، يختصر النبي ﷺ سعادة الصائم في فرحتين: واحدة في الدنيا، وأخرى أعظم في الآخرة.
الفرحة الأولى: فرحة الفطر
لحظة الإفطار ليست مجرد وقتٍ لتناول الطعام، بل هي لحظة انتصار!
الصائم يفرح لأنه أتم عبادة عظيمة، وقام بطاعة الله، وجاهد نفسه بالصبر.
كل رشفة ماء ولقمة طعام وقت الإفطار، هي فرحة بطاعة الله واستشعار لنعمته.
الدعاء عند الإفطار مستجاب، وهذا يزيد من فرحة العبد حين يرفع يديه متيقنًا بالإجابة.
قال النبي ﷺ: “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله” (رواه أبو داود).
وما أجمل أن تكون فرحة الفطر مقرونة بشكر الله على نعمه، وعلى التوفيق لإتمام يوم الصيام!
الفرحة الثانية: لقاء الله
هذه الفرحة هي الأعظم! فرحة لا توصف حين يرى الصائم جزاءه عند ربه يوم القيامة.
من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، نال مغفرة ذنوبه، وكان له باب خاص في الجنة: باب الريان.
يوم القيامة، يرى الصائم ثمرة صبره، ويفرح بجزاء الله الذي أعده للصائمين.
قال النبي ﷺ: “إن في الجنة بابًا يُقال له الريّان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم…” (متفق عليه).
فأي فرحة أعظم من أن يدعونا الله من بابٍ خاص إلى دار الخلود، جزاءً لصيامنا؟
كيف نستشعر الفرح في رمضان؟
أن نؤدي الصيام بحبٍ وإخلاص، لا عادةً وتكرارًا فقط.
أن نعيش لحظة الإفطار بخشوع وشكر لله.
أن نستحضر عظمة الجزاء، ونحتسب صيامنا عند الله.
أن نستبشر بكرم الله، فهو أكرم الأكرمين، ولن يضيع أجر من أحسن عملًا.
—————
ختامًا: رمضان فرحة لا تنتهي!
رمضان كله فرحة، في أوقاته، وأيامه، ولياليه.
وفرحة الصائم ليست فقط في الطعام، بل في قربه من الله، وفي إحساسه بنعمة الطاعة.
اللهم اجعلنا من الذين يفرحون بطاعتك، ويسعدون بلقائك، واجعل صيامنا شافعًا لنا يوم الدين.
انتظرونا في الحلقة القادمة من “واحة الصائمين”!
وكل عام وانتم بخير
Discussion about this post