موطن الإلهام
بقلم/ إدريس العمراني
هنا يحضر الإلهام و تبدأ الكتابة …
مكان أرى فيه نفسي محمولا بين الجرأة و الخوف.سيبدو الأمر مستهجنا لكنّها الحقيقة..
هنا تدعوني العزلة لملامسة الصّمت و السّكوت بعيدا عن ضجيج و صخب الحياة…
هنا على صفحات الأمواج . يغازل القمر أحضان الطّبيعة.و يتلاشى الليل فوق الورق تاركا مساحة للخيال و التّعبير..هنا تلبس قصائدي ثوب الرّومنسية في انسجام مع المكان و يسكب الحبر عشقا و شوقا و يفيض رصيف القوافي مخترقا قوانين الصّمت.
هنا تنبع لغتي و تتغذّى قصيدتي و يبحر العمر دون قوارب و يفتح الإلهام نوافذه فتولد الكلمات من شفاه البحر ملحا و جرحا….
هنا بين دفء الأمواج أبحث عنّي و عن حروفي الغائبة عن شهوة الحرف الغارقة وسط الموج .عن حلم مات قبل أن يولد . فيه ما فيه منّي و من براءتي و طفولتي.
هنا أراجع دغدغات الفصول. و أروّض عطش ذاك الطّفل الّذي بداخلي و الّذي لم يعد طفلا..
هنا ككلّ مساء تستهويني الشّمس و هي تغرق في شفاه اللامحدود تستسلم لجبروت الغروب كما أستسلم أنا لعظمة ربّ الكون. حين يرخي الليل أجنحته في لجج الظّلام.فاعود من حيث أتيت. بقلم و ورقة أتخطّى سطور أوراق سرقتها من الماء في غفلة من زرقة الصًباح و حمرة الشّفق ومن خيوط الفجر. فيها ما أعرف و ما لا يعرف البحر عنّي…..في انتظار الغد لتتمّة قصيدة لم تكتب بعد..
ادريس العمراني
Discussion about this post