د.كمال يونس يكتب:
بحكم موقعه وعمره الوظيفي إضافةً لكونه مبدعاً تنامت شهرته وسدّ أذنيه فلم يعد يبصر ولايسمع في الكون وعالم الأدب والثّقافة غير نفسه ، وسط ثرثرته المتواصلة وتشنّجاته وعصبيته حتّى نفر منه الجميع ، لكن أحد اللّئام من الوزراء نصبه مسؤولاً عن إختيار المادّة الأدبية لتصاغ فنيا ، وليطبق ماصدعهم به ، خفت صوته تدريجياً ، وشرع في تقويم الأعمال بجدّية ليفاجأ بأحد المسؤولين يصرح له لاتتعب نفسك فالأعمال تمّ إختيارها بالفعل ولمدّة عامين قادمين ومعظمها تمّ إعتماد ميزانية إنتاجه ،أصيب بصدمة ،ولم يستقل من المهمة المسندة إليه ،فالمكافأة تصرف بشكل منتظم ،ولن يضحي بها ، بل وأفسحوا له المجال كي ينشر مقالاته الّتي لاتقرأ هنا وهناك ،والمكافآت تصرف ،والحسابة بتحسب ، وأصيب بخرس أراح المسؤولين من انتقاداته وتصريحاته المتشنّجة العصبية ،ولم يعد هاتفه يرن مطلقا بعد أن كان لا يرد على أيّ من طالبيه ،فرضت عليه عزلة إجبارية ،لكنّه يطل من حين لآخر لينعق ببعض الشّعارات والمواقف العنترية ،معلنا أنّه موجود في وسط عالم أنكره وأهمله وأسقطه من حساباته.
Discussion about this post