المسرحي الجزائري نبيل مسعي أحمد يكتب عن
ثمة أقفال ذهبية تأبى إلا أن تصد قطاعاً عريضاً من الناس عن ولوج باب الإبداع ومن ثم إعاقتهم عن الوصول الى البديل الإبداعي,يرجع بعضها الى البيئة الثقافية – بمفهومها العام – التي تنتظم العقائد والأخلاق ,وتصوغ الأهداف والغايات,وتشكل طرائق التفكير وقيم الأداء,بينما يرجع بعضها الآخر الى تراكمات نفسية خلفها سوء التربية الذاتية و الانطوائية والانهزام في معركة بناء الذات!!
غير أن المبدع يتخلص من هذه الأقفال التي هي في غاية المكر وقمة التلبيس,إذ أنها تعرف كيف تتلون بلون جذاب أخاذ,وتتدثر بثوب المخلص المشفق,فهي تحاول أن توحي لفريق الأزمة بإيحاءات سامة تنتشر في جو الأزمة,فيخنق الإبداع ويخلفه الجمود ويعتل الجو بالبلادة؟
الفن هو فعل إنتاج وابتكار انعكاسي وإبداعي ينبثق من العالم الحساس للفنان ليستقر في العالم الحساس لمتلقيه. الفن هو دافع داخلي مشحون بالعاطفة ورد الفعل، ينفجر في أي لحظة ليخلق مواقف فنية متعددة أو تلك المتعلقة باحتياجاتنا اليومية. إن الفعل الإبداعي يمكن أن يظهر في أي لحظة كضرورة مطلقة لإنتاج وتفريغ شحناته العاطفية، وبعبارة أخرى للتعبير عن مشاعر الفرد الداخلية أو تفجيرها وتجسيدها من خلال المادة وتصبح عملاً فنياً أو موضوعاً لأي فائدة.
سواء كان ذلك نصا أدبيا أو قصيدة أو أي تأمل، فإن الفكرة الرئيسية هي أساس عملية التصور والابتكار.
إن نية خلق فن أو كتابة نص أدبي أو تكوين شعري تعني أن العالم الحساس للفنان أو الكاتب أو الشاعر قد وصل إلى درجة عالية من الاستجابة العاطفية إلى درجة “الانفجار الإبداعي لمشاركة قيمه الحسية والإبداعية”. مع الجمهور خلال المعارض والمؤتمرات المختلفة.
الفنان المبدع يخلق عمله ويعطيه معنى لوجوده، لكن العمل سرعان ما ينفصل عن فنانه ليصبح مستقلا وينتهي به الأمر إلى أن يكون موضوع حوار وتواصل مفتوح وحر مع جمهوره.
وهكذا ينتقل العمل بأشكاله وألوانه وخاماته إلى نفوس مشاهديه فيؤثر في وعيهم ويصبح مصدرا ثقافيا يثري الإدراك وينمي الفكر والمعرفة الفنية
ومن خلال لغته الخاصة، يجذب العمل انتباه المشاهدين، ويجذبهم ويحفز عالمهم للتأمل والمعرفة الثقافية ليجعل العمل حقلاً للتأمل والتبادل اللامتناهي حيث تجد كل التصورات مكانها.
وهكذا يظهر العمل كفضاء يسمح للمشاهد بإعادة شحن بطارياته عاطفيا والبحث عن تصور جديد يتيح له التوازن الحسي والنفسي، وحتى التأملي والإبداعي…
وبمجرد عرضه، يصبح العمل موضوعاً للاكتشاف والبحث ومرجعاً فنياً يعطي معنى للفكرة الإبداعية المتعددة واللامتناهية، فكرة تخلق فكرة أخرى في العالم الحساس وفي خيال المشاهد.
Discussion about this post