وصوتك في الملامح زهرة
الشاعر محمد محمود البراهمي
مصر
*********************
وصوتك في الملامح زهرة
في البساتين تجمع التّسعة عطور
في النّوايا مهرة جامحة تركب
ظهر الرّيح
تخطو فوق جروح النّاي
في هدوء
كنت أرسم بحّة ألوانها
على ضلع كفيّ
و أرتّب صوت حزني
من فوق أصابعي
وأنا أتثاءب تحت السّرير
ويدي ريشة تجمع ضعفي في لوحة
و أنا أرتدي ضحكة قديمة واقفًا
أجمع دفء الموال من شجرة التّفاح
أهمس حولي في صدر عصفورة
كي تغنّي زقزقة نحو خوف الباب
فيهدأ صوت البحر الرّاقد
على فمي
ويغلق نواحا بالمغالق من باب
وأنا في خجل من النّافذة
الّتي رأت وجه السّقف يبكي
ووجه العتبة بذات الوجع يئنّ
وتلك النهنهة السّميكة في الصّباح
تتّكيء على عصا تشبه عصا موسى
و أنتظر الماء في عروض الصّلح
ينادي لسان الثّلج
حتي تخرج سعفة النّار من صدري
وأنا أصافح يد أيوب
وأقرأ عيون ناعسة الّتي حملت
من الحزن طفلا بلا أب
كنت أراك وأنت بعيدا عن زكريا
بالهدوء في مثل المحراب
دائما تصلّين بعد الحديث
متأخّرة بعد تسابيح الصّلاة
في عرض مع قناع النَفس
والوقوف متأنّية في براعة
على أطراف أصابع النّخل
ولغة العائدين تراودك في المرور
أمام عينيك
والشّمس تخاف أن تطأ نمل الأرض
و أنتِ تهزّين النّخل فيسقط الياسمين
ومن الجبهة الآخرى خبز التَمر
على رصيف الحناء
و فجر يزرع أصابع النّور على خصركِ
كأنّني أعرفه وأقرأه من ذاكرة أبي
مذ كان طفلا يجلس على فخذيه
سكون صوتك
Discussion about this post