عزّ الدّفء في شتاء كشّر عن أنيابه بلا خجل ،
اشتدّت حاجتي إلى قلب أمّي
إلى مفاتيح التّوق
إلى كتف ثالث
إلى قنّاص ماهر للحظة فارقة
إلى قصر ضوؤه مقيم، أسواره باسقة .
أسأل فصيحا خبيرا قصائدَ من نار
وقودا لليلي البارد الطّويل ..
تطهّرت من دلالي …
تخلّصت من آخر حبّة مهدّئة ،
ومن قصائد كتبت في الوفاء
وأحلام حُوّلت إلى ورق .
أعود إلى صوابي ثانية
أتأدّب في حضرة هواجسي ،
أعانق آخر أمنية خلّصتها من مخالب سبع …
أدُسّني في حرير النّعاس كعصفور
أتجاهل فكرةً ذاتَ أشواك
وزبانية الحزن …
كي لا أنام وحدي.
أستأنس ببقيّة شعلة كفيلة بإشعال حرائق
تأتي على ما حولي
إلاّ محرابا كمحراب مريم
شيّدته في أقاصي الذّات .
أستدلّ عليه مغمضة العينين
أفكّر ، بكلّ جدّية – في كتابة رسالة مقدّسة …
قد تنزل على أقوام غيرنا خارج هذا الزّمان
أعدّ قهوةً يمنيّة ،
أجالس نفسي في مكان معلّق
أتتبّع خطى جرير ،
أنهل من بحر أوقف موجه على شواطئ الودّ
أجمع مفردات اكتمل الهلال في مداها ،
كشف نورها ما تخفيه ظلمة وجوه باهتة .
أتبرّأ من كلّ أمر مدنّس
أستعين ببستان من قرنفل يثير لهفتي حينا
وأستظلّ بمطر أشعاري أحيانا .
فأنا امرأة لاجئة
مازال الاغتراب يلاحقني .
روضة بوسليمي / تونس
Discussion about this post