د.كمال يونس يكتب:
لملم الطّبيب ماتبقّى من شتات نفسه ، حاملاً ملفاً كاملاً به صورٌ أشعة لولده مابين عادية ومقطعية ورنين مغناطيسي وتحاليلٍ شتّى ،نعم أكدت جميعها ورماً بمخ ابنه الشّاب الّذي يبلغ من العمر العشرين عاماً ، لم يقو على قيادة سيارته ،استقلّ سيارة أجرة ، وصل في الموعد المناسب لعيادة أستاذ الطّب الكبير طالبا رأيه في أنسب الطّرق لعلاج ابنه ،نعم هو يعلم أنّ الحالة خطيرة ، لكن زملاءه أقنعوه باستشارة هذا الأستاذ ،لم يتأخر واتّصل بالعيادة ودفع ألفاً من الجنيهات قيمة الكشف ، وبالطبع لم يستطع اصطحاب المريض ، عرف الطبيب بنفسه وأنّه زميل، وتلك حالة ابنه ،لم يبدِ الطّبيب أدنى اهتمام ، لم ينظر حتّى إليه، تناول الملف، قلبه ،بعد عدّة دقائق أخبره ألا أمل ، الحالة متأخرة ، لم يرد قيمة الكشف كما تنصّ لائحة آداب المهنة ، و لا حتّى واسى زميله ، خرج الطّبيب من العيادة ، قلبه يتمزق على ولده ، مّع إحساس عميقٍ بالمهانة من أستاذ عديم الإنسانية ، مجافيا آداب مهنته ، توفي ابنه بعدها بأيام ، لم يبارح خياله ولده ،ولاذاك الطّبيب الجلف .
Discussion about this post