عيناكَ تحرّضانني على ارتكاب الشّعر
تكسران صمت المعاني داخل أعماقي
وتفتحان أبواب الجنون الموصدة
فيهما أرى أبعد من المرئيّ
عتمة تحمل وهجًا يشبه انكسار الضّوء
على ملامح حلم لم يُولد بعد
وضوءًا يخفي أسرار الكون
كأنّهما يخبّئان الحقيقة عن الإدراك
عيناكَ تكتبانني دون أن أنطق
كأنّهما تعلمان ما تخبّئه روحي
كأنّني قصيدة خطّها القدر في سوادكِ
حيث تلتقي أحرفي المتعثّرة
بما وراء الحروف
كيف لنظرتكَ أن تهدّم أسوار يقيني؟
وكيف لتلك اللمعة أن تُغرقني
في بحارٍ لا قرار لها؟
هل هي دعوة للحرّيّة؟
أم هبوط نحو هوّة الخلاص؟
عيناكَ سفرٌ لا ينتهي
أقرأ فيه فصول الخلود
حيث الزّمن مجرّد خطأ
وألمس فيه وجع الإنسان الأوّل
حين أدرك أنّ الحياة تبدأ
حين ننظر… دون أن نرى
هما أكثر من مرآة
أكثر من نافذة
هما كلّ شيء… ونهايته
فيهما تتوقّف عقارب السّاعة
ويصبح اللّاشيء كلّ شيء
سوسن العبد
Discussion about this post