“هكذا غنّى بروموثيوس” غزة /فلسطين
بقلم الشاعرة حسناء حفظوني حسناء قرطاج
جنّد جنودك حكّم خرافات تلمودك
صاحب الشّيطان الأكبر
عانق رأس الحيّة …
بثّ السّمّ العجاف في كأسي متى ضمئت
أمطرني بسحب النّار الحارقة
إحرقني فحما تذروني الرّياح
برموثيوس غزّة أنا
مجنّح في المدى أنا
أعلو وأعلو وأعلو
لتسقط
سل العاصفة الهوجاء كيف حملتني
سل الغيمة السّوداء كيف ضاجعتها
لتنجب من نطفة صمودي المطر
بروموثيوس غزة أنا
أعلو وأعلو وأعلو
لتسقط
سل صقيع الخيمة الغارقة في الوحل عنّي
كيف أشعلت خاصرة الليل من آهة طفلي
وكيف صرتُ المدفأة
سل التّربة الحمراء عنّي
كيف أنبت خلسة في بنفسجة الزّعتر
وكيف أولد في الرّغيف أشرق صبحا
أغلقوا في وجهه كلّ المعابر
سل رمادي كيف ماردا انتفضت
سل الرّكام عن دمي كيف تورّد بين الحجر
لتثمر خدود البرتقالة
سل القصف المريع عنّي سل الدّمار
كيف أسطع قمرا من حبّة زيتونة معمّرة
من عشبة خضراء تاهت عنها نعال الغزاة
من سنبلة …
سل رحب الفضاء عنّي
كيف خبأت الشّموس بين أجنحتي
حين واريتني ظلام المقبرة
بروموثيوس فلسطيني أنا
مجنّح في المدى أنا
أعلو وأعلو وأعلو
لتسقط
أموت لأبعث من سماء أرضي حيّا
ولا اغادر ….
***هكذا غنى بروموثيوس مقتبس من العنوان الثاني لقصيدة الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي” نشيد الجبّار”
Discussion about this post