للحبِّ وجهٌ آخَر
تَلقاهُ في مطرٍ
سيُـغرِقُ ما يشاءُ
من البلادِ أَو العبادِ
لكي يُـصادقَ شتلةً ظَمِئَتْ إِليهِ
وأَحزَنتْهُ بِـجوعِها
تَلقاهُ في ريحٍ
سَتَـخلعُ نِصفَ أَشجارِ الـمدينةِ
كي تُـفتِّشَ عن بذورٍ
عانَـقَـتْها مرّةً
في صحنِ غِربالٍ
وضاعتْ
كالشّوائبِ في ثُقوبِ الغَربَلةْ
والـحبُّ سيرةُ نبتةٍ
هَجَرتْ قَبيلتَها لِتنقذَ طِفلَها
هَربتْ مِن الفأْسِ اللئيمةِ
كي تُربِّـي بُرعمًا
بـِمِساحةٍ مـحصورةٍ
بين الزّوايا والبلاطِ
على رصيفٍ آمِنٍ
مِن وَطأَةِ الـمِحراثِ
أَو من لَعنةِ الـخُطوةْ
والـحبُّ زلزالٌ عنيفٌ عاشقٌ
سَيُـهينُ سِلسلةَ الـجبالِ
وقلعةً ومدينتينِ
لكي يُساعدَ حُـبَّـهُ “الأَرضَ الـمَلولةَ”
أَن تُـغَـيِّـرَ شكلَها
والـحبُّ نـهرٌ قد يفيضُ
لكي يُدَمِّـرَ قريةً
حَسدًا لِكأْسٍ بَلَّلـتْـهُ صبيةٌ
بِرُضابِـها وقتَ الظّمأْ
للحبِّ وجهٌ قاتلٌ
أَن تذبحَ السّفنُ البحّارَ
لكي تـجيءَ بشاطئٍ
أَو غائبٍ
أَو عاشقةْ
أَن يَقتلَ النًسيانُ ذاكرةَ الـحزينِ
لكي يـجيءَ ببسمةٍ
للطفلةِ الـمَبتورَةِ القدمينِ
في الـحربِ الأَخيرةِ
حيثُ ضاعَ حِذاؤُها
بِكتابِ تاريخٍ مُـمِلٍّ
لـم يُغادرْ كِذبةً إِلا احتواها
مُرغَمًا
لِلحبِّ وجهٌ مُتعِبٌ
فكما تُـحِبُّكَ في الـحياةِ
مدينةٌ مقهورةٌ
ستُـحبُّها
وتَظَلُّ تأْكلُ قَهرَها حتّى تـجوعَ
لِفرحةٍ
وتظلُّ جائعةً إِلى أَن
تَـأْكُلَكْ
أَن يَعشقَ الـملحُ الكئيبُ
جزيرةً مغمورةً بالـماءِ
والنّسيانِ
والسّفنِ القديـمةِ
أَن يذوبَ بِـحبِّها
أَن يَنتهي مُتَرسِّـبًـا
مثلَ التّشقُّقِ والغبارِ
بِـحلقِ جنديٍّ غريقٍ
خَبَّأَتْهُ بِقاعِها يومَ انـهزَمْ
للحبِّ وجهٌ مُـحزِنٌ
في حُبِّ مَوطنِهِ يَـموتُ مُناضِلٌ
تَركَ الـحياةَ إِلى الشّهادةِ
كي يُـحلِّقَ في السّما
ويرى صغارًا يَزرعونَ الأَرضَ حُبًّا
يُنشدونَ بِكلِّ صُبحٍ للمعالي
والوطنْ
في الـحُبِّ أَحسِدُ نَـجمةً
لِعُلوِّها
للدّفءِ عند تكاثرِ الغَيماتِ
حول بَريقِها
لِلعشقِ يَقطُرُ حولَـها
من لـهفةِ القمرِ الـمُسافِرِ نـحوَها
لِلبئرِ يَرسُـمُها بِقلبِ
خَيالِهِ
للنورِ يَعشقُها ويسكنُ قربـها
كالدّائرةْ
والـحبُّ يَقتلُ حينَ يَهجُرُ ناسِكًا
يُلقيهِ في جُبٍّ هجيرٍ
ثُـمَّ يُغلقُ بابَهُ
ويصدُّ عنهُ الظّامئاتِ لِـجُرعةٍ
فَيعيشُ عُمرًا فوقَ ماءٍ ناشفٍ
لا موجَ فيهِ
ولا ارتواءَ
ولا غَزَلْ
ا= = = = = = = = = = = =
محمد مثقال الخضور // وَمِن الـحُبِّ ما قَتَلْ
Discussion about this post