نافذة في جدار الغياب
__________________
أقف خلف النّافذة،
أمُدّ صُنارة بصري في المدى،
لا شيء،
سوى راحلة سراب تقود لهفتي
في شوارع الفراغ،
سوى ليل بسط نفوذه على أنقاذ
نهار بائس،
لا أسمع
سوى لحن أغنيات حزينة يأتي
من حُنجرة العدم،
سوى ضجيج موتى يتسرّب
من عظام عشقهم
ماتوا وبداخل كلّ عاشق
ظلّ امرأة
وفراغاً لم تملأه حور العين
لا زالوا يبحثون عن نوافذ
في قبورهم،
أقف خلف النّافذة،
أُعاتب الطُّرقات الّتي لم تسمح
لأُمنياتي بالعبور إلى السّماء،
بصمت مشروخ وحزين أستدرج
شفقة الملائكة
أبوح لهم بسرّ وقوفي خلف النّافذة
أشكو إليهم وجع الغياب،
أقف خلف النّافذة
كمدينة سيّئة السّمعة مكتظّة
بالمعتقلات والمشانق،
كشاعر صغير يطرق باب الخيال
ليجود عليه بقصيدة،
كتائه يطرق باب الرّب ليدُّله على
نافذة في جدار الغياب .
سعيد العكيشي/اليمن
Discussion about this post