تاريخ يوم المرأة العالمي: النّشأة والتّطوّر
يُحتفل بيوم المرأة العالميّ في الثّامن من مارس كلّ عام، وهو مناسبة عالميّة تهدف إلى تسليط الضّوء على إنجازات النّساء وتعزيز المساواة بين الجنسين. ولكن هذا اليوم لم يكن دائمًا مناسبة احتفاليّة، بل بدأ كحركة احتجاجيّة ضدّ الظّلم والتّميّز الّذي تعانيه النّساء في المجتمع.
النّشأة الأولى (1909 – 1910): بداية الحركة النّسائيّة
يعود تاريخ يوم المرأة العالمي إلى 28 فبراير 1909، عندما نظّم الحزب الاشتراكي الأمريكي أوّل “يوم وطنيّ للمرأة” في نيويورك، دعمًا لاحتجاجات العاملات في مصانع النّسيج اللواتي طالبن بتحسين ظروف العمل وزيادة الأجور ومنحهنّ حقوقًا متساوية.
في عام 1910، خلال المؤتمر الاشتراكي الدّولي في كوبنهاغن، اقترحت النّاشطة الألمانيّة كلارا زيتكين تخصيص يوم عالمي للاحتفال بحقوق المرأة، ليتمّ تبنّي الفكرة من قبل أكثر من 100 امرأة من 17 دولة.
الانتشار العالمي (1911 – 1945): من أوروبا إلى العالم
تمّ الاحتفال بيوم المرأة العالميّ لأوّل مرّة في 19 مارس 1911 في كلٍّ من ألمانيا والنمسا والدنمارك وسويسرا، حيث خرجت آلاف النّساء للمطالبة بحقوقهنّ السّياسيّة والاجتماعيّة.
في عام 1913، تمّ تغيير تاريخ الاحتفال إلى 8 مارس، حيث نظمَّت النّساء في روسيا احتجاجات ضخمة ضدّ الحرب العالمية الأولى، ممّا أدّى إلى تبنّي هذا اليوم بشكل رسمي في العديد من الدّول.
الاعتراف الرسمي (1945 – 1975): دعم الأمم المتّحدة
بعد انتهاء الحرب العالميّة الثانية، بدأت الأمم المتّحدة في دعم حقوق المرأة بشكل أكبر. في عام 1945، تمّ توقيع ميثاق الأمم المتّحدة الّذي نصّ لأوّل مرّة على مبدأ المساواة بين الجنسين.
في 1975، أعلنت الأمم المتّحدة هذا العام “السّنة الدولية للمرأة”، وبدأت الاحتفال بيوم المرأة العالمي رسميًا، وفي عام 1977 دعت الجمعية العامة الدّول الأعضاء إلى إعلان 8 مارس يومًا رسميًّا لحقوق المرأة والسّلام العالمي.
الاحتفال في العصر الحديث (1995 – حتى الآن)
في عام 1995، عقدت الأمم المتّحدة مؤتمر بكين للمرأة، الّذي أرسى خطّة عمل عالميّة للنهوض بحقوق المرأة، ما أدّى إلى تطوّر التّشريعات والسّياسات النّسويّة في العديد من الدّول.
بحلول عام 2024، أصبح يوم المرأة العالمي مناسبة عالميّة كبرى، حيث يحتفل العالم بهذا اليوم عبر التّظاهرات، والنّدوات، وإطلاق حملات لدعم حقوق المرأة، مثل #ForAllWomenAndGirls الذي أطلقته الأمم المتّحدة.
ختامًا
يوم المرأة العالميّ ليس مجرّد احتفال، بل هو تذكير بالنّضال المستمرّ من أجل حقوق النّساء والمساواة في جميع المجالات. ورغم التّقدّم الكبير، لا تزال هناك تحدّيات تواجه النّساء في العديد من الدّول، ممّا يجعل هذا اليوم فرصة لتعزيز الجهود نحو تحقيق العدالة والمساواة الكاملة.
الكاتبة الصحفية بشرى دلهوم، الجزائر، البليدة
Discussion about this post