ياصبرحوّاء
وَ لَكَم نُداوي بالدّعاء جراحنا ؟
و لَكمْ نُصابِرُ كلّما هاجتْ مُقلْ ؟
نتجرّعُ الآلام إنْ هيَ اقْبَلَتْ
يا دُرَّ حوّا حين تقتاتُ الأملْ
كفُّ الضّراعة للإله نمُدُّها
في كلّ داجيةٍ ، وفي سَحَرٍ أطَلْ
كم مِنْ كؤوسِ الصّبرِ صمتاً جُرِّعَتْ ؟
ما يَفلقُ الصّخر الأصمّ على مهلْ
هنَّ البواكي في الخفاء لِحاظنا
والدّمع جمرٌ في الحُشاشة إن هطلْ
كم شَفّنا الوجد العميق بفتكهِ ؟
كم جارت الأقدار كالصّمصامِ سلْ ؟
يا صبر حوّا إذ تُرتِّقُ جُرحها
من عِرْقِ خَفّاقٍ تبتَّلَ وابتهلْ
تقتاتُ من نزف الجراح عبيرها
كالزّهرة الشّمّاء في قلب الدّغَلْ
وتفيض سحراً كالنّخيل مهابةً
يا ذُلّ من شانَ النّساءَ ومن عذَلْ
هنَّ العطاءُ كفيضِ نهرٍ خالدٍ
هنّ الحنان ودِفءُ قلبٍ من أزلْ
هنَّ الشّقائقُ ، والقواريرُ الّتي
أوصى بها الرحمن ، رفقاً في المِلَلْ
فاصْدع بما أمر الإله ترَفّقاً
كالنّحل إن أكرمته ، نِلتَ العسلْ
لميــــاءالعامريـــــة
Discussion about this post