«الوزيعة» أو «ثيمشراط» (وفق الأمازيغية)، تقليدا اجتماعيا تشتهر به منطقة القبائل الكبرى والصغرى التي تضم محافظات شرق العاصمة الجزائر، وبينها «تيزي وزو»، «بجاية»، «سطيف»، «برج بوعريريج»، منطقة الأوراس بشرق الجزائر، و«بني منيزاب» بالجنوب.
سجلت عادة «الوزيعة» التي تجسد التكافل الاجتماعي عودة قوية مع حلول شهر رمضان بمحافظات يقطنها أمازيغ الجزائر خاصة منطقة القبائل شرق العاصمة. وتعتبر «الوزيعة» أو «ثيمشراط» (وفق الأمازيغية)، تقليدا اجتماعيا تشتهر به منطقة القبائل الكبرى والصغرى التي تضم محافظات شرق العاصمة الجزائر، وبينها «تيزي وزو»، «بجاية»، «سطيف»، «برج بوعريريج»، منطقة الأوراس بشرق الجزائر، و«بني منيزاب» بالجنوب. وتنظم «الوزيعة» في الأعياد الدينية مثل «عيد الفطر»، «عاشوراء» (العاشر من محرم)، «المولد النبوي الشريف»، «شهر رمضان» وأحيانا في رأس السنة الأمازيغية التي تصادف 12 يناير من كل عام، وغيرها من المناسبات الدينية والوطنية.
وتقام الوزيعة في الأرياف خصوصا، حيث يجمع أهالي القرية الأموال لشراء العجول وذبحها، ثم يوزعونها على كل السكان بلا تمييز بين فقير وغني، بهدف إشاعة الفرح وتعميق قيم التكافل والتعاون.
ورغم أن عادة الوزيعة أقدم من دخول الإسلام لشمال أفريقيا فقد ارتبطت بالمناسبات الدينية ولاسيما في شهر رمضان المبارك حيث تكثر مظاهر التآلف والتعاون وعمل الخيرات
واقتراب الشهرالفضيل هو أفضل تاريخ “للوزيعة” دفع الكثير من أهالي القرى إلى إقامتها في رمضان ولاسيما أن هناك محتاجين وفقراء وهناك من يحرص على التصدق أكثر في الشهر الفضيل.
وتقوم اللجنة المنظمة بشراء ما بين أربعة وخمسة عجول على أن يساهم الجميع في شرائها بمبالغ محددة بعد تقسيم القيمة الإجمالية على كل السكان بالتساوي، غير أنه يحدث أن تنخفض القيمة إذا تطوع بعض الميسورين بدفع أقساط كبيرة ليتم شراء بقرة أو ثور أو أكثر (سعر الواحدة ألف دولار في المتوسط)، ويتم نحرها وتوزيع لحومها على كل الأسر بالتساوي، مع تخصيص حصص إضافية للعائلات الفقيرة التي لم تتمكن من المساهمة بالمال.
وتبدأ العملية بتسجيل الراغبين في الاشتراك، وهم عادة كل عائلات القرية، وبحسب القائمة يحدد عدد الرؤوس التي يتعين نحرها وقيمة اشتراك كل عائلة، وكلما زاد العدد كانت القيمة أقل.
وبعد جمع المال من المشتركين تتوجه مجموعة خبراء بشؤون الماشية إلى السوق لشراء الثيران أو الأبقار، ويجتمع السكان في انتظار عودتهم في أجواء احتفالية بهيجة يشارك فيها الصغار والكبار على السواء. كما تتم عملية النحر في احتفالية تحضرها نساء القرية، وبمشاركة جمع كبير من السكان، ليجلس بعدها الجميع في حلقة واسعة يجري وسطها توزيع اللحوم. وتوضع قطع اللحم واحدة واحدة ومصطفة بدقّة، حتى تشكل أكواما بعدد العائلات المعنية، كما يمكن للعائلات كثيرة العدد مضاعفة حصصها بمضاعفة الاشتراك.
إنّ «الوزيعة» ترمز إلى الثقافة الجزائرية الأمازيغية، وتقليد له طعم خاص ينشر المحبة والإخاء بين أفراد المجتمع لذلك وجب حماية هذه الوليمة من الضياع والحفاظ على عادات وتقاليد منطقة القبائل المتنوعة
حجاج أول عويشة الجزائر 🇩🇿
Discussion about this post