صوت أدبي يبوح بالقضايا الإنسانيّة
حاورها: الصّحفي محمد نبراس العميسي
تُعدّ الكاتبة ناهد الرطروط واحدة من الأسماء الواعدة في عالم الأدب العربي. بدأت رحلتها في مجال الكتابة قبل بضع سنوات، لكنّها تركت بصمتها بسرعة فائقة بفضل أسلوبها الفريد وطرحها الجريء. من خلال أعمالها، مثل صرخة روح، نجحت في لفت الأنظار إلى قضايا جوهريّة تمسّ فئة مهمّشة، حيث عبّرت عن معاناتهم بمنتهى العمق والإبداع.
على الرغم من بدايتها المتأخّرة في الكتابة، إلُا أن ناهد استطاعت أن تحقّق إنجازات لافتة في وقت قياسي؛ بفضل شغفها ومثابرتها، لا تقتصر تجربتها على الكتابة فحسب، بل تتعمّق في قضايا المجتمع وتنقلها بصدق وإحساس مرهف.
في هذا الحوار، نستعرض رحلتها الأدبية، التّحديّات الّتي واجهتها، والطّموحات الّتي تسعى لتحقيقها في المستقبل.
بالطّبع إنّ ضيفتنا اليوم ليست شخصيّة عاديّة. ربّما دخلت عالم التّعليم مؤخّراً، لكنّها تفوّقت وأصبحت الأولى في مجال الأدب بعمرها. إنّها الكاتبة القديرة الأستاذة ناهد الرطروط، صاحبة رواية _صرخة روح_ .
أهلاً وسهلاً بك أستاذة ناهد؟!
-أهلاً وسهلاً!
1- بدايةً، كيف كانت رحلتك في مجال الكتابة؟ ومن الّذي ألهمك لكتابة صرخة روح؟
-بدايتي كانت في عام 2019 مع مشروع تخرّجي من الجامعة، حيث ترجمت جزءاً من رواية مجرّد رحمة، أستاذتي القديرة نورة الرّشيد، الّتي لها فضل كبير عليّ، شجّعتني على إكمال التّرجمة والسّعي لنشرها. بفضل دعمها، نشرت دار مدارك السّعودية روايتي المترجمةمجرد رحمة في عام 2020، وكانت هذه انطلاقتي الفعلية.
أمّا رواية صرخة روح ، فاستلهمتها من وجود فئة من النّاس مهملة اجتماعيّاً وثقافيّاً وأدبيّاً، الفئة الّتي تعيش مع أناس مصابين بالأمراض النّفسية، وقرّرت أن أكون صوتهم الأوّل الّذي يصرخ باسمهم ويعبّر عن معاناتهم.
2-هل لديك طقوس خاصّة أو مكان معين تفضّلين الكتابة فيه؟
لا، ليس لدي أيّ طقوس أو أماكن محدّدة. الفكرة هي العنصر الأساسي، وعندما تأتيني الفكرة أبدأ الكتابة على الفور.
3-هل أثّرت تجاربك الشّخصيّة أو أحداث معيّنة على كتاباتك؟
بالطّبع. أؤمن أنّ كلّ عمل أدبيُ يولد من رحم الواقع. الكاتب كوالد لعمله الأدبي يضيف من إبداعه ليصنع حبكة قوية، ويعطي عمقاً للشخصيّات، ويسحر القارئ بالسّرد والحوار.
4-هل هناك رواية قريبة إلى قلبك؟ ولماذا؟
-ليس هناك رواية محدّدة، لكنّني أحبّ أعمال غسان كنفاني، نجيب محفوظ، إحسان عبد القدوس، حسن علوان، غازي القصيبي، وبثينة العيسى. مؤخّراً، قرأت رواية (عائد إلى حيفا) وما زلت تحت تأثير سحرها.
5- كيف تختارين عناوين رواياتك؟ وهل هناك قصص وراء هذه العناوين؟
-العنوان ينبع من أحداث الرّواية نفسها. على سبيل المثال(صرخة روح) عبّر عن الرّواية وأحداثها. عندما تعجز اللغة عن التّعبير عن الوجع، تصرخ الرّوح.
6-ما هي التّحديّات الّتي واجهتك أثناء كتابة _صرخة روح؟
-كونها أولى تجاربي، كنت أشعر بالخوف من ردود فعل الجمهور وتساءلت كثيراً: هل أنا على الطّريق الصّحيح؟ استغرقت الكتابة نحو أربع سنوات، وتطلّب الأمر أكثر من مسودّة، بالإضافة إلى حضوري دورات وورش عمل؛ لكنّ التّحدي الأكبر كان البحث عن دار نشر، حتّى تبنّت دار مضامين الرّواية بدعم من هيئة الأدب والنّشر والتّرجمة.
7-كيف تتطوّر شخصيّات رواياتك؟ وهل تستلهمينها من الواقع؟
-الشّخصيّات تتطوّر وفقاً لتصاعد الأحداث وتعقيد الحبكة. الكاتب غالباً يستلهم شخصيّاته ممّن حوله، حتّى لو كانوا مجرّد عابرين أثاروا انتباهه.
8- هل واجهتِ ما يُعرف بـ”حبسة الكاتب”؟ وكيف تعاملت معها؟
-نعم، أحياناً أواجهها. في البداية كنت أغضب، لكنّني تعلّمت أن أهدأ وأبتعد عن الكتابة مؤقّتاً بمشاهدة فيلم أو التّنزّه أو حتّى الاسترخاء.
9- من الكتّاب أو الكتب الّذين أثّروا فيك؟
أحبّ الأعمال الكلاسيكيّة، كما ذكرت سابقًا، فهي دائماً مصدر إلهام لي.
10- ما هي أنواع الكتب الّتي تفضلّين قراءتها وتؤّثر على كتاباتك؟
-أفضل قراءة الرّوايات وكتب علم النّفس، لأنّها تغني أفكاري وتعمّق رؤيتي.
11- كيف كان تفاعل القرّاء مع روايتك (صرخة روح)؟
-الحمد لله، كانت ردود الفعل إيجابيّة ومشجّعة للغاية. أكثر تعليق أثّر فيّ كان شعور القراء بالصّدمة عند النّهاية، إذ اعتقد البعض أن هناك جزءاً مفقوداً، وطالبوا بجزء ثانٍ.
12- هل تستفيدين من ملاحظات القرّاء لتطوير أعمالك؟
-بالتّأكيد. كلّ ملاحظة آخذها بعين الاعتبار وأعمل على تطوير نقاط ضعفي.
13-ما هو أكثر تعليق أثرّ فيك بشكل شخصي؟
-أحد التّعليقات الّتي لا أنساها كان من قارئة قالت: “روايتك أعادتني لكتابات الزّمن الجميل.” وأخرى قالت: “شخصيّات روايتك لا تفارقني حتّى عند النّوم.”هذه التّعليقات تجعلني أشعر بقيمة ما أقدّمه.
14-هل لديك مشاريع أدبيّة جديدة تعملين عليها؟
-نعم، أعمل على رواية جديدة حاليّاً، وأتمنّى أن تكون إضافة مميّزة.
15-هل تطمحين لتحويل أعمالك إلى أفلام أو مسلسلات؟
-بالتّأكيد. الإعلام المرئي يوصل الرّسالة بشكل أكبر، وأتمنّى أن ترى رواياتي النّور على الشّاشة.
16-كيف ترين دور الأدب في تعزيز الثّقافة وبناء المجتمع؟
-الأدب والفنّ بشكل عام يشكلان وعي المجتمع، يصقلان أفكاره، ويبنيان ثقافته. ورغم أنّ القراءة لم تعد تلقى الإقبال المطلوب، إلّا أنّ الأدب يبقى وسيلة قوية للتأثير الإيجابي.
شكراً لكِ أستاذة ناهد على هذا الحوار الملهم، ونتمنّى لك مزيداً من النّجاح والإبداع.
أشكركم على الاستضافة وأتمنّى التّوفيق للجميع. تحيّاتي للقراء الأعزاء.
Discussion about this post