أيّ العُشّاق أنت !
الشاعرة مفيدة بن علي
كرجل شرقيّ ،
حتّى النّخاع أحببتْ ..
أحببتَ أحببتَ أحببتَ ..
ثم تخلّيتْ !
كالحلمِ ،
كخيوط الوهم
تحلّلتَ .. تلاشيتَ
ثمّ تبخّرت ..
كغيمةٍ مُثقلةٍ ،
كمركب الورق ،
كالسّفن حين لا ترسو
رحّالة أنت ..
ضمأتُ إلى ضمّةٍ ..
فكسرتَني
من أيّ طينة ؟
و أيّ العُشّاق أنت ؟
يا لجج اللّيل في قلبي
يا ظلمة في ربوعه
أما لك فجرٌ ؟
يا صلواتي الخاشعة ..
يا نبضة امرأة عاشقة
اعبُري إليه !
يا مصابيح اللّه
أمطري سلاما ..
يا بحر ..
يا زمزم ..
يا ربّ الماء أنزار
ارتوِ من زُلال شفتيه !
يا قاسيا مثل عاشقٍ شرقيٍّ ..
إنّني أراك كالأنبياء
إنّي أراك كبيرا كالسّماء
ألم تنظر يوما إلى السّماء ؟
هناك يصلّي وجهي
صلاة التّائبين ،
صلاة العاشقين المتعبين ،
صلاة المُشبعين
شوقا و شقاء ،
و الطّائفين بهيكل الحبّ
الهائمين ..
و الصّائمين عن زمزم بين أكُفّ الغُرباء ..
كرجل شرقيّ ،
حتّى النّخاع أحببتْ ..
أحببتَ أحببتَ أحببتَ ..
ثم تخلّيتْ !
من أيّ طينة نَبَتَ زيتونكَ ؟
و أيّ الأوطان أنت ؟
Discussion about this post